responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 775

(1) - مبطلين كاليهودي و النصراني و قد يكونان جميعا محقين .

الإعراب‌

قال الزجاج عربيا منصوب على الحال أي في حال عروبيته و ذكر قرآنا توكيدا كما تقول جاءني زيد رجلا صالحا و جاءني عمرو إنسانا عاقلا فتذكر رجلا و إنسانا توكيدا. «ضَرَبَ اَللََّهُ مَثَلاً رَجُلاً» فرجلا بدل من قوله «مَثَلاً» و التقدير ضرب الله مثلا مثل رجل فحذف المضاف و قوله «فِيهِ شُرَكََاءُ» يرتفع بالظرف و رجلا عطف على الأول أي و مثل رجل سالم.

ـ

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عما فعله بالأمم المكذبة بأن قال «فَأَذََاقَهُمُ اَللََّهُ اَلْخِزْيَ» أي الذل و الهوان «فِي اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا وَ لَعَذََابُ اَلْآخِرَةِ أَكْبَرُ» أي أعظم و أشد «لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ ` وَ لَقَدْ ضَرَبْنََا لِلنََّاسِ فِي هََذَا اَلْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ» سمي ذكر الأمم الماضية مثلا كما قال و نبين لكم كيف فعلنا بهم و ضربنا لكم الأمثال و المعنى إنا وصفنا و بينا للناس في هذا القرآن كلما يحتاجون إليه من مصالح دينهم و دنياهم‌} «لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ» أي لكي يتذكروا و يتدبروا فيعتبروا} « قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ» أي غير ذي ميل عن الحق بل هو مستقيم موصل إلى الحق «لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ» أي لكي يتقوا معاصي الله ثم ضرب سبحانه مثلا للكافر و عبادته الأصنام فقال‌} «ضَرَبَ اَللََّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكََاءُ مُتَشََاكِسُونَ» أي مختلفون سيئو الأخلاق متنازعون و إنما ضرب هذا المثل لسائر المشركين و لكنه ذكر رجلا واحدا وصفه بصفة موجودة في سائر المشركين فيكون المثل المضروب له مضروبا لهم جميعا و يعني بقوله «رَجُلاً فِيهِ شُرَكََاءُ» أي يعبد آلهة مختلفة و أصناما كثيرة و هم متشاجرون متعاسرون هذا يأمره و هذا ينهاه‌و يريد كل واحد منهم أن يفرده بالخدمة ثم يكل كل منهم أمره إلى الآخر و يكل الآخر إلى الآخر فيبقى هو خاليا عن المنافع و هذا حال من يخدم جماعة مختلفة الآراء و الأهواء هذا مثل الكافر ثم ضرب سبحانه مثل المؤمن الموحد فقال «وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ» أي خالصا يعبد مالكا واحدا لا يشوب بخدمته خدمة غيره و لا يأمل سواه و من كان بهذه الصفة نال ثمرة خدمته لا سيما إذا كان المخدوم حكيما قادرا كريما و روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن علي (ع) أنه قال أنا ذاك الرجل السلم لرسول الله ص و روى العياشي بإسناده عن أبي خالد عن أبي جعفر (ع) قال الرجل السلم للرجل حقا علي و شيعته‌ «هَلْ يَسْتَوِيََانِ مَثَلاً» أي هل يستوي هذان الرجلان صفة و شبها في حسن العاقبة و حصول المنفعة أي لا يستويان فإن الخالص لمالك واحد يستحق من معونته و حياطته ما لا يستحقه صاحب الشركاء المختلفين في أمره و تم الكلام ثم قال «اَلْحَمْدُ لِلََّهِ» أي أحمد و الله المستحق للثناء

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 775
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست