responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 772

(1) - كتابا منصوب لأنه بدل من قوله «أَحْسَنَ اَلْحَدِيثِ» .

المعنى‌

لما قدم سبحانه ذكر الدعاء إلى التوحيد عقبه بذكر دلائل التوحيد فقال يخاطب نبيه ص و إن كان المراد جميع المكلفين «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اَللََّهَ أَنْزَلَ مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً» أي مطرا «فَسَلَكَهُ» أي فأدخل ذلك الماء «يَنََابِيعَ فِي اَلْأَرْضِ» مثل العيون و الأنهار و القني و الآبار و نظيره قوله‌ وَ أَنْزَلْنََا مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنََّاهُ فِي اَلْأَرْضِ «ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ» أي بذلك الماء من الأرض «زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوََانُهُ» أي صنوفه من البر و الشعير و الأرز و غير ذلك يقال هذا لون من الطعام أي صنف و قيل مختلف الألوان من أخضر و أصفر و أبيض و أحمر «ثُمَّ يَهِيجُ» أي يجف و ييبس «فَتَرََاهُ مُصْفَرًّا» بعد خضرته «ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطََاماً» أي رفاتا منكسرا متفتتا «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَذِكْرى‌ََ لِأُولِي اَلْأَلْبََابِ» معناه إن في إخراج هذه الزروع ألوانا مختلفة بماء واحد و نقلها من حال إلى حال لتذكيرا لذوي العقول السليمة إذا تكفروا في ذلك عرفوا الصانع المحدث و علموا صحة الابتداء و البعث و الإعادة} «أَ فَمَنْ شَرَحَ اَللََّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلاََمِ» أي فسح صدره و وسع قلبه لقبول الإسلام و الثبات عليه و شرح الصدر يكون بثلاثة أشياء (أحدها) بقوة الأدلة التي نصبها الله تعالى و هذا يختص به العلماء (و الثاني) بالألطاف التي تتجدد له حالا بعد حال كما قال سبحانه‌ وَ اَلَّذِينَ اِهْتَدَوْا زََادَهُمْ هُدىً (و الثالث) بتوكيد الأدلة و حل الشبهة و إلقاء الخواطر «فَهُوَ عَلى‌ََ نُورٍ» أي على دلالة و هدى «مِنْ رَبِّهِ» شبه الأدلة بالنور لأن بها يعرف الحق كما بالنور تعرف أمور الدنيا عن الجبائي و قيل النور كتاب الله عز و جل فيه نأخذ و إليه ننتهي عن قتادة و حذف كمن هو قاسي القلب يدل على المحذوف قوله «فَوَيْلٌ لِلْقََاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اَللََّهِ» و هم الذين ألفوا الكفر و تعصبوا له و تصلبت قلوبهم حتى لا ينجع فيها وعظ و لا ترغيب و لا ترهيب و لا ترق عند ذكر الله و قراءة القرآن عليه «أُولََئِكَ فِي ضَلاََلٍ» أي عدول عن الحق «مُبِينٍ» أي ظاهر واضح‌} «اَللََّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ اَلْحَدِيثِ» يعني القرآن سماه الله حديثا لأنه كلام الله و الكلام سمي حديثا كما يسمى كلام النبي ص حديثا و لأنه حديث التنزيل بعد ما تقدمه من الكتب المنزلة على الأنبياء و هو أحسن الحديث لفرط فصاحته و لإعجازه و اشتماله على جميع ما يحتاج المكلف إليه من التنبيه على أدلة التوحيد و العدل و بيان أحكام الشرع و غير ذلك من المواعظ و قصص الأنبياء و الترغيب و الترهيب «كِتََاباً مُتَشََابِهاً» يشبه بعضه بعضا و يصدق بعضه بعضا ليس فيه اختلاف و لا تناقض و قيل معناه أنه يشبه كتب الله المتقدمة و إن كان أعم و أجمع و أنفع و قيل متشابها في حسن النظم و جزالة اللفظ و جودة المعاني «مَثََانِيَ» سمي بذلك لأنه يثني فيه بعض القصص و الأخبار و الأحكام و المواعظ بتصريفها في ضروب البيان و يثني أيضا في التلاوة فلا يمل لحسن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 772
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست