responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 770

(1) - تعالى و إنما أنث للجماعة و في قراءة الحسن اجتنبوا الطواغيت «أَنْ يَعْبُدُوهََا» أي اجتنبوا عبادتها «وَ أَنََابُوا إِلَى اَللََّهِ» أي تابوا إليه فأقلعوا عما كانوا عليه «لَهُمُ اَلْبُشْرى‌ََ» أي البشارة و هي الإعلام بما يظهر به السرور في بشرة وجوههم جزاء على ذلك و روى أبو بصير عن أبي عبد الله (ع) قال أنتم هم و من أطاع جبارا فقد عبده‌ ثم قال سبحانه مخاطبا لنبيه ص «فَبَشِّرْ» يا محمد «عِبََادِ» اجتزأ بالكسرة عن الياء} «اَلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ اَلْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ» أي أولاه بالقبول و العمل به و أرشده إلى الحق و قيل فيتبعون أحسن ما يؤمرون به و يعملون به عن السدي و روي عن أبي الدرداء قال لو لا ثلاث ما أحببت أن أعيش يوما واحدا الظمأ بالهواجر و السجود في جوف الليل و مجالسة أقوام ينتقون من خير الكلام كما ينتقي طيب التمر و قيل معناه يستمعون القرآن و غيره فيتبعون القرآن عن الزجاج و قيل يستمعون ما في القرآن و السنة من الطاعات و المباحات فيتبعون الطاعة التي هي أحسن إذ يستحق الثواب عليه أكثر و هو أن يأخذ بأفضل الأمرين كما أن القصاص حق و العفو أفضل فيأخذون بالعفو «أُولََئِكَ اَلَّذِينَ هَدََاهُمُ اَللََّهُ» أي هؤلاء الذين هذه صفتهم هم الذين هداهم الله فاهتدوا به إلى الحق «وَ أُولََئِكَ هُمْ أُولُوا اَلْأَلْبََابِ» أي ذوو العقول الذين انتفعوا بعقولهم و قال عبد الرحمن بن زيد نزل قوله «وَ اَلَّذِينَ اِجْتَنَبُوا اَلطََّاغُوتَ» الآيتين في ثلاثة نفر كانوا يقولون في الجاهلية لا إله إلا الله زيد بن عمرو بن نفيل و أبي ذر الغفاري و سلمان الفارسي } «أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ اَلْعَذََابِ أَ فَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي اَلنََّارِ» اختلف في تقديره فقيل معناه أ فمن وجب عليه وعيد الله بالعقاب أ فأنت تخلصه من النار فاكتفى بذكر من في النار عن الضمير العائد إلى المبتدأ عن الزجاج و الأخفش و قيل تقديره أ فأنت تنقذ من في النار منهم و أتى بالاستفهام مرتين توكيدا للتنبيه على المعنى و قال ابن الأنباري الوقف على قوله «كَلِمَةُ اَلْعَذََابِ» و التقدير كمن وجبت له الجنة ثم يبتدئ أ فأنت تنقذ و أراد بكلمة العذاب قوله‌ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ و إنما قال ذلك للنبي ص لحرصه على إسلام المشركين و المعنى أنك لا تقدر على إدخال الإسلام في قلوبهم شاءوا أم أبوا فلا عليك إذا لم يؤمنوا فإنما أتوا ذلك من قبل نفوسهم و هذا كقوله‌ فَلَعَلَّكَ بََاخِعٌ نَفْسَكَ عَلى‌ََ آثََارِهِمْ الآية ثم بين سبحانه ما أعده للمؤمنين كما بين ما أعده للكفار فقال‌ «لََكِنِ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ» أي قصور في الجنة «مِنْ فَوْقِهََا غُرَفٌ» قصور «مَبْنِيَّةٌ» و هذا في مقابلة قوله «لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ اَلنََّارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ» فإن في الجنة منازل رفيعة بعضها فوق بعض و ذلك أن النظر من الغرف إلى الخضر و المياه أشهى و ألذ «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهََارُ» أي من تحت الغرف «وَعْدَ اَللََّهِ» أي وعدهم الله تلك الغرف و المنازل وعدا «لاََ يُخْلِفُ اَللََّهُ اَلْمِيعََادَ» .

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 770
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست