responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 759

(1) -

الحجة

قال أبو علي من نصب الحق الأول كان منصوبا بفعل مضمر يدل انتصاب الحق عليه و ذلك الفعل هو ما ظهر في قوله‌ وَ يُحِقُّ اَللََّهُ اَلْحَقَّ بِكَلِمََاتِهِ و يجوز أن ينتصب على التشبيه بالقسم فيكون الناصب له ما ينصب القسم من نحو الله لأفعلن فيكون التقدير الحق لأملأن و قد يجوز أن يكون الحق الثاني الأول و كرر على وجه التأكيد و من رفع كان محتملا لوجهين (أحدهما) أن يكون خبر مبتدإ محذوف تقديره أنا الحق (و الآخر) أن يكون مبتدأ محذوف الخبر تقديره فالحق مني كما قال الحق من ربك.

المعنى‌

ثم حكى سبحانه ما أجاب به إبليس و أنه «قََالَ» له «فَالْحَقُّ وَ اَلْحَقَّ أَقُولُ» أي حقا} «لَأَمْلَأَنَّ» و الحق أقول اعتراض بين القسم و المقسم عليه و جاز ذلك لأنه مما يؤكد القصة كما قال الشاعر:

أراني و لا كفران لله آية # لنفسي لقد طالبت غير منيل‌

فاعترض بقوله و لا كفران لله بين المفعول الأول و الثاني و من رفع فعلى معنى فأنا الحق أو الحق مني و أقول الحق «لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ» و قبل قولك «مِنْهُمْ» أي من بني آدم «أَجْمَعِينَ» ثم خاطب النبي ص فقال‌} «قُلْ» يا محمد لكفار مكة «مََا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ» أي على تبليغ الوحي و القرآن و الدعاء إلى الله سبحانه «مِنْ أَجْرٍ» أي مال تعطونيه «وَ مََا أَنَا مِنَ اَلْمُتَكَلِّفِينَ» لهذا القرآن من تلقاء نفسي و قيل معناه إني ما أتيتكم رسولا من قبل نفسي و لم أتكلف هذا الإتيان بل أمرت به و قيل معناه لست ممن يتعسف في طلب الأمر الذي لا يقتضيه العقل و روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال يا أيها الناس من علم شيئا فليقل و من لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم فإن الله تعالى قال لنبيه ص «قُلْ مََا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ مََا أَنَا مِنَ اَلْمُتَكَلِّفِينَ» أورده البخاري في الصحيح «إِنْ هُوَ إِلاََّ ذِكْرٌ لِلْعََالَمِينَ» أي ما القرآن إلا موعظة للخلق أجمعين و قيل ما القرآن إلا شرف لمن آمن به‌} «وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ» أي و لتعلمن يا كفار مكة خبر صدقه بعد الموت عن ابن عباس و قتادة و قيل بعد يوم بدر عن السدي و قيل من عاش علم ذلك إذا ظهر أمره و علا دينه و من مات علمه بعد الموت عن الكلبي .

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 759
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست