نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 745
(1) -
الحجة
قال الزجاج النصب و النصب لغتان كالرشد و الرشد و البخل و البخل تقول نصبت نصبا و نصبا قال أبو عبيدة النصب البلاء و الشر و أنشد لبشر بن أبي حازم :
"تعناك نصب من أميمة منصب"
و من قرأ بنصب بضمتين فإنه أتبع الصاد ما قبله فهي أربع لغات.
اللغة
الركض الدفع بالرجل على جهة الإسراع و منه ركض الفرس لإسراعه إذا دفعه برجله قال سيبويه يقال ركضت الدابة و ركضتها فهو مثل جبر العظم و جبرته و الضغث ملء الكف من الشجرة و الحشيش و الشماريخ و ما أشبه ذلك .
المعنى
ثم ذكر سبحانه قصة أيوب (ع) فقال «وَ اُذْكُرْ» يا محمد «عَبْدَنََا أَيُّوبَ » شرفه الله سبحانه بأنه أضافه إلى نفسه و اقتد به في الصبر على الشدائد و كان في زمان يعقوب ابن إسحاق و تزوج ليا بنت يعقوب «إِذْ نََادىََ رَبَّهُ» أي حين دعا ربه رافعا صوته يقول يا رب لأن النداء هو الدعاء بطريقة يا فلان و متى قال اللهم افعل بي كذا و كذا كان داعيا و لا يكون مناديا «أَنِّي مَسَّنِيَ اَلشَّيْطََانُ بِنُصْبٍ وَ عَذََابٍ» أي بتعب و مكروه و مشقة و قيل بوسوسة فيقول له طال مرضك و لا يرحمك ربك عن مقاتل و قيل بأن يذكره ما كان فيه من نعم الله تعالى من الأهل و الولد و المال و كيف زال ذلك كله و حصل فيما هو فيه من البلية طمعا أن يزله بذلك و يجد طريقا إلى تضجره و تبرمه فوجده صابرا مسلما لأمر اللهو قيل إنه اشتد مرضه حتى تجنبه الناس فوسوس الشيطان إلى الناس أن يستقذروه و يخرجوه من بينهم و لا يتركوا امرأته التي تخدمه أن تدخل عليهم فكان أيوب يتأذى بذلك و يتألم منه و لم يشك الألم الذي كان من أمر الله تعالى قال قتادة دام ذلك سبع سنين و روي ذلك عن أبي عبد الله (ع) قال أهل التحقيق أنه لا يجوز أن يكون بصفة يستقذره الناس عليها لأن في ذلك تنفيرا فأما المرض و الفقر و ذهاب الأهل فيجوز أن يمتحنه الله بذلك فأجاب الله دعاءه و قال له} «اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ» أي ادفع برجلك الأرض «هََذََا مُغْتَسَلٌ بََارِدٌ وَ شَرََابٌ» و في الكلام حذف أي فركض رجله فنبعت بركضته عين ماء و قيل نبعت عينان فاغتسل من أحدهما فبرأ و شرب من الآخر فروي عن قتادة و المغتسل الموضع الذي يغتسل منه و قيل هو اسم للماء الذي يغتسل به عن ابن قتيبة «وَ وَهَبْنََا لَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ» هذا مفسر في سورة الأنبياء و روي عن أبي عبد الله (ع) أن الله تعالى أحيا له أهله الذين كانوا ماتوا قبل البلية و أحيا له أهله الذين ماتوا و هو في البلية
«رَحْمَةً مِنََّا» أي فعلنا ذلك به لرحمتنا إياه فيكون منصوبا بأنه مفعول له و يجوز أن يكون منصوبا على المصدر لما كانت الموهبة بمعنى الرحمة «وَ ذِكْرىََ لِأُولِي اَلْأَلْبََابِ» أي ليتذكر و يعتبر به ذوو الألباب أي العقولو يعرفوا حسن عاقبة الصبر فيصبروا كما صبر قالوا أنه أطعم
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 745