نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 734
(1) -
المعنى
لما ذكر سبحانه أنه آتى داود الحكمة و فصل الخطاب عقبه بذكر من تخاصم إليه فقال «وَ هَلْ أَتََاكَ» يا محمد «نَبَأُ اَلْخَصْمِ» أي هل بلغك خبرهم و المراد بالاستفهام هنا الترغيب في الاستماع و التنبيه على موضع إخلاله ببعض ما كان ينبغي أن يفعله «إِذْ تَسَوَّرُوا اَلْمِحْرََابَ» أي حين صعدوا إليه المحراب و أتوه من أعلى سورة و هو مصلاهو إنما جمعهم لأنه أراد المدعي و المدعى عليه و من معهما و قد تعلق به من قال إن أقل الجمع اثنان و أجيب عن ذلك بأنه أراد الفريقين} «إِذْ دَخَلُوا عَلىََ دََاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ» لدخولهم عليه في غير الوقت الذي يحضر فيه الخصوم من غير الباب الذي كان يدخل الخصوم منه و لأنهم دخلوا عليه بغير إذنه «قََالُوا لاََ تَخَفْ خَصْمََانِ» أي فقالوا لداود نحن خصمان «بَغىََ بَعْضُنََا عَلىََ بَعْضٍ» فجئناك لتقضي بيننا و ذلك قوله «فَاحْكُمْ بَيْنَنََا بِالْحَقِّ وَ لاََ تُشْطِطْ» أي و لا تجر علينا في حكمك و لا تجاوز الحق فيه بالميل لأحدنا على صاحبه «وَ اِهْدِنََا إِلىََ سَوََاءِ اَلصِّرََاطِ» أي دلنا و أرشدنا إلى وسط الطريق الذي هو طريق الحق ثم حكى سبحانه ما قاله أحد الخصمين لصاحبه بقوله} «إِنَّ هََذََا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً وَ لِيَ نَعْجَةٌ وََاحِدَةٌ» قال الخليل النعجة هي الأنثى من الضأن و البقر الوحشية و الشاة الجبلية و العرب تكني عن النساء بالنعاج و الظباء و الشاة قال الأعشى :
فرميت غفلة عينه عن شاته # فأصبت حبة قلبها و طحالها
قال عنترة :
يا شاة ما قنص لمن حلت له # حرمت علي و ليتها لم تحرم
«فَقََالَ أَكْفِلْنِيهََا» أي ضمها إلي و اجعلني كافلها الذي يلزم نفسه القيام بها و حياطتها و المعنى أعطنيها و قيل معناه انزل لي عنها حتى تصير في نصيبي عن ابن عباس و ابن مسعود و مجاهد «وَ عَزَّنِي فِي اَلْخِطََابِ» أي غلبني في مخاطبة الكلامو قيل معناه إنه إذا تكلم كان أبين مني و إن بطش كان أشد مني و إن دعا كان أكثر مني عن الضحاك } «قََالَ» داود «لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤََالِ نَعْجَتِكَ» معناه إن كان الأمر على ما تدعيه لقد ظلمك بسؤاله إياك
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 734