نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 713
(1) - ميكال و ميكائيل لغتان في اسم واحد و ليس أحدهما مفردا و الآخر جمعا كإلياس و الياسين و إدريس و إدراسين و مثله:
"قدني من نصر الخبيبين قدي"
أراد عبد الله و من كان على رأيه فكذلك الياسين و إدراسين من كان من شيعته و أهل دينه على إرادة ياء النسب التقدير الياسيين و إدراسيين فحذف كما حذف من سائر هذه الكلم التي يراد الصفة كالأعجمين و الأشعرين.
الإعراب
«سَلاََمٌ» في هذه الآي كلها مبتدأ و الخبر بعده الجار و المجرور و الجملة في موضع المفعول لقوله «تَرَكْنََا» و لو أعمل تركنا فيه لقال سلاما و يجوز أن يكون التقدير و تركنا عليه في الآخرين الثناء الحسن فحذف مفعول تركنا ثم ابتدأ فقال سلام.
ـ
المعنى
ثم بين سبحانه قصة إلياس فقال «وَ إِنَّ إِلْيََاسَ لَمِنَ اَلْمُرْسَلِينَ» و اختلف فيه فقيل هو إدريس عن ابن مسعود و قتادة و قيل هو من أنبياء بني إسرائيل من ولد هارون بن عمران ابن عم اليسع عن ابن عباس و محمد بن إسحاق و غيرهما قالوا إنه بعث بعد حزقيل لما عظمت الأحداث في بني إسرائيل و كان يوشع لما فتح الشام بوأها بني إسرائيل و قسمها بينهم فأحل سبطا منهم ببعلبك و هم سبط إلياس بعث فيهم نبيا إليهم فأجابه الملك ثم إن امرأته حملته على أن ارتد و خالف إلياس و طلبه ليقتله فهرب إلى الجبال و البراري و قيل إنه استخلف اليسع على بني إسرائيل و رفعه الله تعالى من بين أظهرهم و قطع عنه لذة الطعام و الشراب و كساه الريش فصار إنسيا ملكيا أرضيا سماويا و سلط الله على الملك و قومه عدوا لهم فقتل الملك و امرأته و بعث الله اليسع رسولا فآمنت به بنو إسرائيل و عظموه و انتهوا إلى أمره عن ابن عباس و قيل إن إلياس صاحب البراري و الخضر صاحب الجزائر يجتمعان في كل يوم عرفة بعرفات و ذكر وهب أنه ذو الكفل «إِذْ قََالَ لِقَوْمِهِ أَ لاََ تَتَّقُونَ» عذاب الله و نقمته بامتثال أوامره و اجتناب نواهيه} «أَ تَدْعُونَ بَعْلاً» يعني صنما لهم من ذهب كانوا يعبدونه عن عطا و البعل بلغة أهل اليمن هو الرب و السيد عن عكرمة و مجاهد و قتادة و السدي فالتقدير أ تدعون ربا غير الله تعالى «وَ تَذَرُونَ أَحْسَنَ اَلْخََالِقِينَ» أي تتركون عبادة أحسن الخالقين «اَللََّهَ رَبَّكُمْ» أي خالقكم و رازقكم فهو الذي تحق له العبادة «وَ رَبَّ آبََائِكُمُ اَلْأَوَّلِينَ» و خالق من مضى من آبائكم و أجدادكم} «فَكَذَّبُوهُ» فيما دعاهم إليه و لم يصدقوه «فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ» للحساب أو في العذاب و النار} «إِلاََّ عِبََادَ اَللََّهِ اَلْمُخْلَصِينَ» استثنى من جملتهم الذين أخلصوا عبادتهم لله من قومه} «وَ تَرَكْنََا عَلَيْهِ فِي اَلْآخِرِينَ» فيه القولان اللذان ذكرناهما
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 713