responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 702

(1) - بما يصح حدوثه و الأجسام مما لا يصح أن تراد} «فَمََا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ اَلْعََالَمِينَ» أن يصنع بكم مع عبادتكم غيره و قيل معناه كيف تظنون برب تأكلون رزقه و تعبدون غيره و قيل معناه ما تظنون بربكم إنه على أي صفة و من أي جنس من أجناس الأشياء حين شبهتم به هذه الأصنام و فيه إشارة إلى أنه لا يشبه شيئا}} «فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي اَلنُّجُومِ ` فَقََالَ إِنِّي سَقِيمٌ» اختلف في معناه على أقوال‌ (أحدها) أنه (ع) نظر في النجوم فاستدل بها على وقت حمى كانت تعتاده فقال «إِنِّي سَقِيمٌ» أراد أنه قد حضر وقت علته و زمان نوبتها فكأنه قال إني سأسقم لا محالة و حان الوقت الذي تعتريني فيه الحمى و قد يسمى المشارف للشي‌ء باسم الداخل فيه قال الله تعالى‌ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ و لم يكن نظره في النجوم على حسب ما ينظره المنجمون طلبا للأحكام و مثله قول الشاعر:

اسهري ما سهرت أم حكيم # و اقعدي مرة لذاك و قومي

و افتحي الباب و انظري في النجوم # كم علينا من قطع ليل بهيم‌

(و ثانيها) أنه نظر في النجوم كنظرهم لأنهم كانوا يتعاطون علم النجوم فأوهمهم أنه يقول بمثل قولهم فقال عند ذلك «إِنِّي سَقِيمٌ» فتركوه ظنا منهم أن نجمة يدل على سقمه و يجوز أن يكون الله تعالى أعلمه بالوحي أنه سيسقمه في وقت مستقبل و جعل العلامة على ذلك إما طلوع نجم على وجه مخصوص أو اتصاله بآخر على وجه مخصوص فلما رأى إبراهيم تلك الأمارة قال «إِنِّي سَقِيمٌ» تصديقا بما أخبره الله تعالى (و ثالثها) أن معناه نظر في النجوم نظر تفكر فاستدل بها كما قصة الله تعالى في سورة الأنعام على كونها محدثة غير قديمة و لا آلهةو أشار بقوله «إِنِّي سَقِيمٌ» على أنه في حال مهلة النظر و ليس على يقين من الأمر و لا شفاء من العلم و قد يسمى الشك بأنه سقم كما يسمى العلم بأنه شفاء و إنما زال عنه هذا السقم عند زوال الشك و كمال المعرفة عن أبي مسلم و هذا الوجه ضعيف لأن سياق الآية يمنع منه فإن قوله «إِذْ جََاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ` إِذْ قََالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ مََا ذََا تَعْبُدُونَ» إلى هذا الموضع من قصته يبين أنه (ع) لم يكن في زمان مهلة النظر و أنه كان كامل المعرفة خالص اليقين و البصيرة (و رابعها) أن معنى قوله «إِنِّي سَقِيمٌ» إني سقيم القلب أو الرأي حزنا من إصرار القوم على عبادة الأصنام و هي لا تسمع و لا تبصر و يكون على هذا معنى نظره في النجوم فكرته في أنها محدثة مخلوقة مدبرة و تعجبه كيف ذهب على العقلاء ذلك من حالها حتى عبدوها و ما رواه العياشي بإسناده عن أبي جعفر و أبي عبد الله (ع) أنهما قالا و الله ما كان سقيما و ما كذب‌ فيمكن أن يحمل على أحد الوجوه التي ذكرناها و يمكن أن يكون على وجه التعريض بمعنى أن كل من كتب عليه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 702
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست