نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 696
(1) - ضربتك هذا خير أم ذلك و إن لم يكن في الضرب خيرا و الزقوم ثمر شجرة متكمرة جدا من قولهم تزقم هذا الطعام إذا تناوله على تكره و مشقة شديدة و قيل الزقوم شجرة في النار يقتاتها أهل النار لها ثمرة مرة خشنة اللمس منتنة الرائحة و قيل إنها معروفة من شجر الدنيا تعرفها العرب و قيل إنها لا تعرفه فقد روي أن قريشا سمعت هذه الآية قالت ما نعرف هذه الشجرة فقال ابن الزبعري الزقوم بكلام البربر التمر و الزبد و في رواية بلغة اليمن فقال أبو جهل لجاريته يا جارية زقمينا فأتته الجارية بتمر و زبدفقال لأصحابه تزقموا بهذا الذي يخوفكم به محمد فيزعم أن النار تنبت الشجرة و النار تحرق الشجرة فأنزل الله سبحانه} «إِنََّا جَعَلْنََاهََا فِتْنَةً لِلظََّالِمِينَ» أي خبرة لهم افتتنوا بها و كذبوا بكونها فصارت فتنة لهم عن قتادة و الزجاج و قيل إن المراد بالفتنة العذاب أي جعلناها شدة عذاب لهم من قوله يَوْمَ هُمْ عَلَى اَلنََّارِ يُفْتَنُونَ أي يعذبون عن الجبائي و أبي مسلم } «إِنَّهََا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ اَلْجَحِيمِ» أي إن الزقوم شجرة تنبت في قعر جهنم و أغصانها ترفع إلى دركاتها عن الحسن و لا يبعد أن يخلق الله سبحانه بكمال قدرته شجرة في النار من جنس النار أو من جوهر لا تأكله النار و لا تحرقه كما أنها لا تحرق السلاسل و الأغلال فيها و كما لا تحرق حياتها و عقاربها و كذلك الضريع و ما أشبه ذلك «طَلْعُهََا كَأَنَّهُ رُؤُسُ اَلشَّيََاطِينِ» يسأل عن هذا فيقال كيف شبه طلع هذه الشجرة برءوس الشياطين و هي لا تعرف و إنما يشبه الشيء بما يعرفو أجيب عنه بثلاثة أجوبة (أحدها) أن رءوس الشياطين ثمرة يقال لها الأستن و إياه عنى النابغة بقوله:
تحيد عن أستن سود أسافله # مثل الإماء اللواتي تحمل الحزما
و هذه الشجرة تشبه بني آدم قال الأصمعي و يقال له الصوم و أنشد:
موكل بشدوف الصوم يرقبه # من المعارم مهضوم الحشا زرم
يصف وعلا يظن هذا الشجر قناصين فهو يرقبه و الشدوف الشخوص واحدها شدف (و ثانيا) أن الشيطان جنس من الحيات فشبه سبحانه طلع تلك الشجرة برءوس تلك الحيات أنشد الفراء :
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 696