responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 688

(1) -

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن حالهم أيضا فقال «هََذََا يَوْمُ اَلْفَصْلِ» بين الخلائق و الحكم و تمييز الحق من الباطل على وجه يظهر لجميعهم الحال فيه و ذلك بأن يدخل المطيع الجنة على وجه الإكرام و يدخل العاصي النار على وجه الإهانة «اَلَّذِي كُنْتُمْ» يا معشر الكفار «بِهِ تُكَذِّبُونَ» و هذا كلام بعضهم لبعض و قيل بل هو كلام الملائكة ثم حكى سبحانه ما يقوله للملائكة بأن قال‌} «اُحْشُرُوا اَلَّذِينَ ظَلَمُوا» أنفسهم بارتكاب المعاصي أي اجمعوهم من كل جهة و قيل ظلموا أنفسهم بمخالفتهم أمر الله سبحانه و بتكذيبهم الرسل و قيل ظلموا الناس «وَ أَزْوََاجَهُمْ» أي و أشباههم عن ابن عباس و مجاهد و مثله‌ وَ كُنْتُمْ أَزْوََاجاً ثَلاََثَةً أي أشباها و أشكالا ثلاثة فيكون المعنى أن صاحب الزنا يحشر مع أصحاب الزنا و صاحب الخمر مع أصحاب الخمر إلى غيرهم‌و قيل و أشياعهم من الكفار عن قتادة و قيل و أزواجهم المشركات كأنه قال احشروا المشركين و المشركات عن الحسن و قيل و أتباعهم على الكفر و نظراؤهم و ضرباؤهم‌} «وَ مََا كََانُوا يَعْبُدُونَ ` مِنْ دُونِ اَللََّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى‌ََ صِرََاطِ اَلْجَحِيمِ» إنما عبر عن ذلك بالهداية من حيث كان بدلا من الهداية إلى الجنة كقوله‌ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذََابٍ أَلِيمٍ من حيث أن هذه البشارة وقعت لهم بدلا من البشارة بالنعيم‌} «وَ قِفُوهُمْ» أي قفوا هؤلاء الكفار و احبسوهم عن دخول النار «إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» روى أنس بن مالك مرفوعا إنهم مسئولون عما دعوا إليه من البدع و قيل مسئولون عن أعمالهم و خطاياهم عن الضحاك و قيل عن قول لا إله إلا الله عن ابن عباس و قيل عن ولاية علي بن أبي طالب (ع) عن أبي سعيد الخدري و عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا حدثناه عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني بالإسناد يقال وقفت أنا و وقفت غيري و بعض بني تميم يقول أوقفت الدابة و الدار و أنشد الفراء :

ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا # و إن نحن أومأنا إلى الناس أوقفوا

«مََا لَكُمْ لاََ تَنََاصَرُونَ» أي لا تتناصرون و هذا على وجه التوبيخ و التبكيت أي ما لكم لا ينصر بعضكم بعضا في دفع العذاب‌و التقدير ما لكم غير متناصرين ثم بين سبحانه أنهم لا يقدرون على التناصر فقال‌} «بَلْ هُمُ اَلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ» أي منقادون خاضعون و معنى الاستسلام أن يلقي بيده غير منازع فيما يراد منه‌} «وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى‌ََ بَعْضٍ‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 688
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست