نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 684
(1) - اختلف فيها أيضا على وجوه (أحدها) أنها الملائكة تزجر الخلق عن المعاصي زجرا عن السدي و مجاهد و على هذا فإنه يوصل الله مفهومه إلى قلوب العباد كما يوصل مفهوم إغواء الشيطان إلى قلوبهم ليصح التكليف (و ثانيها) أنها الملائكة الموكلة بالسحاب تزجرها و تسوقها عن الجبائي (و ثالثها) أنها زواجر القرآن و آياته الناهية عن القبائح عن قتادة (و رابعها) أنهم المؤمنون يرفعون أصواتهم عند قراءة القرآن لأن الزجرة الصيحة عن أبي مسلم } «فَالتََّالِيََاتِ ذِكْراً» اختلف فيها أيضا على أقوال (أحدها) أنها الملائكة تقرأ كتب الله تعالىو الذكر الذي ينزل على الموحى إليه عن مجاهد و السدي (و ثانيها) أنها الملائكة تتلو كتاب الله الذي كتبه لملائكته و فيه ذكر الحوادث فتزداد يقينا بوجود المخبر على وفق الخبر (و ثالثها) جماعة قراء القرآن من المؤمنين يتلونه في الصلاة عن أبي مسلم و إنما لم يقل فالتاليات تلوا كما قال «فَالزََّاجِرََاتِ زَجْراً» لأن التالي قد يكون بمعنى التابع و منه قوله وَ اَلْقَمَرِ إِذََا تَلاََهََا فلما كان اللفظ مشتركا بينه بما يزيل الإبهام} «إِنَّ إِلََهَكُمْ لَوََاحِدٌ» و هذه أقسام أقسم الله تعالى بها أنه واحد ليس له شريك ثم اختلف في مثل هذه الأقسام فقيل أنها أقسام بالله تعالى على تقدير و رب الصافات و رب الزاجرات و رب التين و الزيتون لأن في القسم تعظيما للمقسم به و لأنه يجب على العباد أن لا يقسموا إلا بالله تعالى إلا أنه حذف لأن حجج العقول دالة على المحذوف عن الجبائي و القاضي و قيل بل أقسم الله سبحانه بهذه الأشياء و إنما جاز ذلكلأنه ينبئ عن تعظيمها بما فيها من الدلالة على توحيده و صفاته العلى فله سبحانه أن يقسم بما شاء من خلقه و ليس لخلقه أن يقسموا إلا به ثم قال سبحانه} «رَبُّ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» أي خالقهما و مدبرهما «وَ مََا بَيْنَهُمََا» من سائر الأجناس من الحيوان و النبات و الجماد «وَ رَبُّ اَلْمَشََارِقِ» و هي مشارق الشمس أي مطالعها بعدد أيام السنة ثلاثمائة و ستون مشرقا و المغارب مثل ذلك تطلع الشمس كل يوم من مشرق و تغرب في مغرب عن ابن عباس و السدي و إنما خص المشارق بالذكر لأن الشروق قبل الغروب} «إِنََّا زَيَّنَّا اَلسَّمََاءَ اَلدُّنْيََا» يعني التي هي أقرب السماوات إلينا و إنما خصها بالذكر لاختصاصها بالمشاهدة «بِزِينَةٍ اَلْكَوََاكِبِ» أي بحسنها و ضوئها و التزيين تحسين الشيء و جعله على صورة تميل إليها النفس فالله سبحانه زين السماء على وجه تمتع الرائي لها و في ذلك أعظم النعمة على العباد مع ما لهم من المنفعة بالتفكير فيها و الاستدلال بها على صانعها} «وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطََانٍ» أي و حفظناها من كل شيطان «مََارِدٍ» أي خبيث خال من الخير متمرد و المعنى و حفظناها من دنو كل شيطان للاستماع فإنهم كانوا يسترقون السمع و يستمعون إلى كلام الملائكة و يقولون ذلك إلى ضعفة الجن و كانوا يوسوسون بها في قلوب الكهنة
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 684