responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 678

(1) -

القراءة

قرأ يعقوب يقدر بالياء و كذلك في الأحقاف و الوجه فيه ظاهر و في الشواذ قراءة طلحة و إبراهيم التيمي و الأعمش ملكة كل شي‌ء و معناه فسبحان الذي بيده القدرة على كل شي‌ء و هو من ملكت العجين إذا أجدت عجنه فقويته بذلك و الملكوت فعلوت منه زادوا فيه الواو و التاء للمبالغة بزيادة اللفظ و لهذا لا يطلق الملكوت إلا على الأمر العظيم.

الإعراب‌

«اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمْ» بدل من «اَلَّذِي أَنْشَأَهََا» و يجوز أن يكون مرفوعا أو منصوبا على المدح. أن يقول في موضع رفع بأنه خبر المبتدأ.

النزول

قيل‌ إن أبي بن خلف أو العاص بن وائل جاء بعظم بال متفتت و قال يا محمد أ تزعم أن الله يبعث هذا فقال نعم فنزلت الآية «أَ وَ لَمْ يَرَ اَلْإِنْسََانُ» إلى آخر السورة.

ـ

المعنى‌

ثم نبه سبحانه خلقه على الاستدلال على صحة البعث و الإعادة فقال «أَ وَ لَمْ يَرَ» أ و لم يعلم «اَلْإِنْسََانُ أَنََّا خَلَقْنََاهُ مِنْ نُطْفَةٍ» و التقدير ثم نقلناه من النطفة إلى العلقة و من العلقة إلى المضغة و من المضغة إلى العظم و من العظم إلى أن جعلناه خلقا سويا ثم جعلنا فيه الروح و أخرجناه من بطن أمه و ربيناه و نقلناه من حال إلى حال إلى أن كمل عقله و صار متكلما خصيما و ذلك قوله «فَإِذََا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ» أي مخاصم ذو بيان أي فمن قدر على جميع ذلك فكيف لا يقدر على الإعادة و هي أسهل من الإنشاء و الابتداءو لا يجوز أن يكون خلق الإنسان واقعا بالطبيعة لأن الطبيعة في حكم الموات في أنها ليست بحية قادرة فكيف يصح منها الفعل و لا أن يكون كذلك بالاتفاق لأن المحدث لا بد له من محدث قادر عالم و في الآية دلالة على صحة استعمال النظر في الدين لأن الله سبحانه أقام الحجة على المشركين بقياس النشأة الثانية على النشأة الأولى و ألزم من أقر بالأولى أن يقر بالثانية ثم أكد سبحانه الإنكار عليه فقال‌} «وَ ضَرَبَ لَنََا مَثَلاً» أي ضرب المثل في إنكار البعث بالعظم البالي و فته بيده و تتعجب ممن يقول أن الله يحييه «وَ نَسِيَ خَلْقَهُ» أي و ترك النظر في خلق نفسه إذ خلق من نطفة ثم بين ذلك المثل بقوله «قََالَ مَنْ يُحْيِ اَلْعِظََامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ» أي بالية و اختلف في القائل لذلك فقيل‌ هو أبي بن خلف عن قتادة و مجاهد و هو المروي عن الصادق (ع) و قيل هو العاص بن وائل السهمي عن سعيد بن جبير و قيل أمية بن خلف عن الحسن ثم قال سبحانه في الرد عليه‌} «قُلْ» يا محمد لهذا المتعجب من الإعادة «يُحْيِيهَا اَلَّذِي أَنْشَأَهََا أَوَّلَ مَرَّةٍ» لأن من قدر على اختراع ما يبقى فهو على إعادته قادر لا محالة «وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ» من الابتداء و الإعادة فيعلم به قبل أن يخلقه أنه إذا خلقه كيف يكون و يعلم به قبل أن يعيده أنه إذا أعاده كيف يكون ثم زاد سبحانه في البيان و أخبر من صنعه بما هو

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 678
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست