responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 651

(1) - على كفرهم و قد سبق ذلك في علم الله تعالى و قيل تقديره لقد سبق القول على أكثرهم أنهم لا يؤمنون فهم لا يؤمنون و ذلك أنه سبحانه أخبر ملائكته أنهم لا يؤمنون فحق قوله عليهم‌} «إِنََّا جَعَلْنََا فِي أَعْنََاقِهِمْ أَغْلاََلاً فَهِيَ إِلَى اَلْأَذْقََانِ» يعني أيديهم كنى عنها و إن لم يذكرها لأن الأعناق و الأغلال تدلان عليها و ذلك أن الغل إنما يجمع اليد إلى الذقن و العنق و لا يجمع الغل العنق إلى الذقن و روي عن ابن عباس و ابن مسعود أنهما قرءا إنا جعلنا في أيمانهم أغلالا و قرأ بعضهم في أيديهم و المعنى الجميع واحد لأن الغل لا يكون في العنق دون اليد و لا في اليد دون العنق و مثل هذا قول الشاعر:

و ما أدري إذا يممت أرضا # أريد الخير أيهما يليني

أ الخير الذي أنا أبتغيه # أم الشر الذي لا يأتليني‌

ذكر الخير وحده ثم قال أيهما يليني لأنه قد علم أن الخير و الشر معرضان للإنسان فلم يدر أ يلقاه هذا أم ذلك و مثله في التنزيل وَ جَعَلَ لَكُمْ سَرََابِيلَ تَقِيكُمُ اَلْحَرَّ و لم يقل البرد لأن ما يقي من الحر يقي من البرد و اختلف في معنى الآية على وجوه (أحدها) أنه سبحانه إنما ذكره ضربا للمثل و تقديره مثل هؤلاء المشركين في إعراضهم عما تدعوهم إليه كمثل رجل غلت يداه إلى عنقه لا يمكنه أن يبسطهما إلى خير و رجل طامح برأسه لا يبصر موطئ قدميه عن الحسن و الجبائي قال و نظيره قول الأفوه الأودي :

كيف الرشاد و قد صرنا إلى أمم # لهم عن الرشد أغلال و أقياد

و نحوه كثير في كلام العرب‌ (و ثانيها) أن المعنى كان هذا القرآن أغلال في أعناقهم يمنعهم عن الخضوع لاستماعه و تدبره لثقله عليهم و ذلك أنهم لما استكبروا عنه و أنفوا من اتباعه و كان المستكبر رافعا رأسه لاويا عنقه شامخا بأنفه لا ينظر إلى الأرض صاروا كأنما غلت أيديهم إلى أعناقهم و إنما أضاف ذلك إلى نفسه لأن عند تلاوته القرآن عليهم و دعوته إياهم صاروا بهذه الصفة فهو مثل قوله‌ حَتََّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي عن أبي مسلم (و ثالثها) أن المعنى بذلك ناس من قريش هموا بقتل النبي ص فجعلت أيديهم إلى أعناقهم فلم يستطيعوا أن يبسطوا إليه يدا عن ابن عباس و السدي (و رابعها) أن المراد به وصف حالهم يوم القيامة فهو مثل قوله‌ إِذِ اَلْأَغْلاََلُ فِي أَعْنََاقِهِمْ و إنما ذكره بلفظ الماضي للتحقيق و قوله «فَهُمْ مُقْمَحُونَ» أراد أن أيديهم لما غلت إلى أعناقهم و رفعت الأغلال أذقانهم و رءوسهم صعدا فهم مرفوعو الرأس برفع الأغلال إياها عن الأزهري و يدل على هذا المعنى قول قتادة مقمحون مغلولون‌ «وَ جَعَلْنََا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنََاهُمْ فَهُمْ لاََ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 651
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست