نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 639
639
(1) - الظالم لنفسه منا من لا يعرف حق الإمام و المقتصد منا العارف بحق الإمام و السابق بالخيرات هو الإمام و هؤلاء كلهم مغفور لهم و عن زياد بن المنذر عن أبي جعفر (ع) قال و أما الظالم لنفسه منا فمن عمل عملا صالحا و آخر سيئا و أما المقتصد فهو المتعبد المجتهد و أما السابق بالخيرات فعلي و الحسن و الحسين (ع) و من قتل من آل محمد ص شهيدا و القول الآخر أن الفرقة الظالمة لنفسها غير ناجية قال قتادة الظالم لنفسه أصحاب المشأمة و المقتصد أصحاب الميمنة و السابق بالخيرات هم السابقون المقربون من الناس كلهم كما قال سبحانه وَ كُنْتُمْ أَزْوََاجاً ثَلاََثَةً و قال عكرمة عن ابن عباس إن الظالم هو المنافق و المقتصد و السابق من جميع الناس و قال الحسن السابقون هم الصحابة و المقتصدون هم التابعون و الظالمون هم المنافقونفإن قيل لم قدم الظالم و أخر السابق و إنما يقدم الأفضل فالجواب أنهم يقدمون الأدنى في الذكر على الأفضل قال سبحانه يُولِجُ اَللَّيْلَ فِي اَلنَّهََارِ و قال يَهَبُ لِمَنْ يَشََاءُ إِنََاثاً وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشََاءُ اَلذُّكُورَ و قال خَلَقَ اَلْمَوْتَ وَ اَلْحَيََاةَ و قال فَمِنْكُمْ كََافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ و قيل إنما قدم الظالم لئلا ييأس من رحمته و أخر السابق لئلا يعجب بعلمه و قيل إنما رتبهم هذا الترتيب على مقامات الناس لأن أحوال الناس ثلاث معصية و غفلة ثم التوبة ثم القربة فإذا عصى فهو ظالم و إذا تاب فهو مقتصد و إذا صحت توبته و كثرت مجاهدته اتصل بالله و صار من جملة السابقينو قوله «بِإِذْنِ اَللََّهِ» أي بأمره و توفيقه و لطفه «ذََلِكَ هُوَ اَلْفَضْلُ اَلْكَبِيرُ» معناه أن إيراث الكتاب و اصطفاء الله إياهم هو الفضل العظيم من الله عليهم «جَنََّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهََا» هذا تفسير للفضل كأنه قيل ما ذلك الفضل فقال هي جنات أي جزاء جنات أو دخول جنات و يجوز أن يكون بدلا من الفضل كأنه قال ذلك دخول جنات «يُحَلَّوْنَ فِيهََا مِنْ أَسََاوِرَ» جمع أسورة و هي جمع سوار «مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً» و من قرأ «وَ لُؤْلُؤاً» فالمعنى و يحلون فيها لؤلؤا «وَ لِبََاسُهُمْ فِيهََا حَرِيرٌ» و هو الإبريسم المحض و إذا قلنا إن المراد به الفرق الثالث فالظالم إنما يدخلها بفضل الله تعالى أو بالشفاعة} «وَ قََالُوا اَلْحَمْدُ لِلََّهِ اَلَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا اَلْحَزَنَ» أخبر سبحانه عن حالهم أنهم إذا دخلوا الجنة يقولون الحمد لله اعترافا منهم بنعمته لا على وجه التكليف و شكرا له على أن أذهب الغم الذي كانوا عليه مستحقين لذلك فإذا تفضل الله عليهم بإسقاط عقابهم و أدخلهم الجنة حمدوه على ذلك و شكروه «إِنَّ رَبَّنََا لَغَفُورٌ» لذنوب عباده و قبيح أفعالهم «شَكُورٌ» يقبل اليسير من محاسن أعمالهم و قيل إن شكره سبحانه هو مكافاته لهم على الشكر له و القيام بطاعته و إن كان حقيقة الشكر لا يجوز عليه سبحانه من حيث كان اعترافا بالنعمة و لا يصح أن يكون سبحانه منعما عليه} «اَلَّذِي
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 639