responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 633

(1) -

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن عدله في حكمه فقال «وَ لاََ تَزِرُ وََازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‌ََ» أي لا تحمل نفس حاملة حمل نفس أخرى أي لا يؤاخذ أحد بذنب غيره و إنما يؤاخذ كل بما يقترفه من الآثام «وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى‌ََ حِمْلِهََا» أي و أن تدع نفس مثقلة بالآثام غيرها إلى أن يتحمل عنها شيئا من إثمها «لاََ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْ‌ءٌ» أي لا يحمل غيرها شيئا من ذلك الحمل «وَ لَوْ كََانَ ذََا قُرْبى‌ََ» أي و لو كان المدعو إلى التحمل ذا قرابة منها و أقرب الناس إليها ما حمل عنها شيئا فكل نفس بما كسبت رهينة قال ابن عباس يقول الأب و الأم يا بني احمل عني فيقول حسبي ما علي «إِنَّمََا تُنْذِرُ اَلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ» أي و هم غائبون عن أحكام الآخرة و أهوالها و هذا كقوله‌ إِنَّمََا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشََاهََا و المعنى إن إنذارك لا ينفع إلا الذين يخشون ربهم‌فكأنك تنذرهم دون غيرهم ممن لا ينفعهم الإنذار و قيل الذين يخشون ربهم في خلواتهم و غيبتهم عن الخلق «وَ أَقََامُوا اَلصَّلاََةَ» أي أداموها و قاموا بشرائطها و إنما عطف الماضي على المستقبل إشعارا باختلاف المعنى لأن الخشية لازمة في كل وقت و الصلاة لها أوقات مخصوصة «وَ مَنْ تَزَكََّى» أي فعل الطاعات و قام بما يجب عليه من الزكاة و غيرها من الواجبات و قيل تطهر من الآثام «فَإِنَّمََا يَتَزَكََّى لِنَفْسِهِ» لأن جزاء ذلك يصل إليه دون غيره «وَ إِلَى اَللََّهِ اَلْمَصِيرُ» أي مرجع الخلق كلهم إلى حيث لا يملك الحكم إلا الله سبحانه فيجازي كلا على قدر عمله‌} «وَ مََا يَسْتَوِي اَلْأَعْمى‌ََ وَ اَلْبَصِيرُ» أي لا يتساوى الأعمى عن طريق الحق و الذي اهتدى إليه قط و قيل المشرك و المؤمن‌ «وَ لاَ اَلظُّلُمََاتُ» أي ظلمات الشرك و الضلال «وَ لاَ اَلنُّورُ» أي نور الإيمان و الهداية و في قوله «وَ لاَ اَلنُّورُ» و ما بعده من الزيادة لا قولان (أحدهما) أنها زائدة مؤكدة للنفي (و الثاني) إنها نافية لاستواء كل واحد منهما لصاحبه على التفصيل‌} «وَ لاَ اَلظِّلُّ وَ لاَ اَلْحَرُورُ» يعني الجنة و النار عن الكلبي و قيل يعني ظل الليل و السموم بالنهار} «وَ مََا يَسْتَوِي اَلْأَحْيََاءُ وَ لاَ اَلْأَمْوََاتُ» يعني المؤمنين و الكافرين و قيل يعني العلماء و الجهال و قال بعضهم أراد نفس الأعمى و البصير و الظل و الحرور و الظلمات و النور على طريق ضرب المثل أي كما لا يستوي هذه الأشياء و لا يتماثل و لا يتشاكل فكذلك عبادة الله لا تشبه عبادة غيره و لا يستوي المؤمن و الكافر و الحق و الباطل و العالم و الجاهل «إِنَّ اَللََّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشََاءُ» أي ينفع بالأسماع من يشاء أن يلطف له و يوفقه و لم يرد به نفي حقيقة السماع لأنهم كانوا يسمعون آيات الله «وَ مََا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي اَلْقُبُورِ» أي إنك لا تقدر على أن تنفع الكفار بإسماعك إياهم إذ لم يقبلوا كما لا تسمع من في القبور من الأموات‌} «إِنْ أَنْتَ إِلاََّ نَذِيرٌ» أي ما أنت إلا مخوف لهم بالله‌} «إِنََّا أَرْسَلْنََاكَ بِالْحَقِّ» أي بالدين الصحيح «بَشِيراً وَ نَذِيراً» أي مبشرا للمؤمنين و نذيرا للكافرين‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 633
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست