responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 605

605

(1) - طَيِّبَةٌ» أي هذه بلدة مخصبة نزهة أرضها عذبة تخرج النبات و ليست بسبخة و ليس فيها شي‌ء من الهوام المؤذية قيل أراد به صحة هواها و عذوبة مائها و سلامة تربتها و أنه ليس فيها حر يؤذي في القيظ و لا برد يؤذي في الشتاء «وَ رَبٌّ غَفُورٌ» أي كثير المغفرة للذنوب‌} «فَأَعْرَضُوا» عن الحق و لم يشكروا الله سبحانه و لم يقبلوا من دعاهم إلى الله من أنبيائه «فَأَرْسَلْنََا عَلَيْهِمْ سَيْلَ اَلْعَرِمِ» و ذلك أن الماء كان يأتي أرض سبإ من أودية اليمن و كان هناك جبلان يجتمع ماء المطر و السيول بينهما فسدوا ما بين الجبلين فإذا احتاجوا إلى الماء نقبوا السد بقدر الحاجة فكانوا يسقون زروعهم و بساتينهم‌فلما كذبوا رسلهم و تركوا أمر الله بعث الله جرذا نقبت ذلك الردم و فاض الماء عليهم فأغرقهم عن وهب و قد مر تفسير العرم و قال ابن الأعرابي العرم السيل الذي لا يطاق «وَ بَدَّلْنََاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ» اللتين فيهما أنواع الفواكه و الخيرات «جَنَّتَيْنِ» أخراوين سماها جنتين لازدواج الكلام كما قال‌ وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اَللََّهُ فَمَنِ اِعْتَدى‌ََ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ «ذَوََاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ» أي صاحبتي أكل و هو اسم لثمر كل شجرة و ثمر الخمط البرير قال ابن عباس و الخمط هو الأراك و قيل هو شجر الغضا و قيل هو كل شجر له شوك و الأثل الطرفاء عن ابن عباس و قيل ضرب من الخشب عن قتادة و قيل هو السمر «وَ شَيْ‌ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ» يعني. أن الأثل و الخمط كانا أكثر فيهما من السدر و هو النبق قال قتادة كان شجرهم خير شجر فصيره الله شر شجر بسوء أعمالهم‌} «ذََلِكَ» أي ما فعلنا بهم «جَزَيْنََاهُمْ بِمََا كَفَرُوا» أي بكفرهم «وَ هَلْ نُجََازِي» بهذا الجزاء «إِلاَّ اَلْكَفُورَ» الذي يكفر نعم الله و قد استدل الخوارج بهذا على أن مرتكب الكبيرة كافر و هذا الاستدلال غير سديد من حيث إنه سبحانه إنما بين بذلك أنه لا يجازي بهذا النوع من العذاب الذي هو الاستئصال إلا الكافر و يجوز أن يعذب الفاسق بغير ذلك العذاب و قيل إن معناه هل نجازي بجميع سيئاته إلا الكافر لأن المؤمن قد يكفر عنه بعض سيئاته و قيل إن المجازاة من التجازي و هو التقاضي أي لا يقتضي و لا يرتجع ما أعطي إلا الكافر و إنهم لما كفروا النعمة اقتضوا ما أعطوا أي ارتجع منهم عن أبي مسلم } «وَ جَعَلْنََا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ اَلْقُرَى اَلَّتِي بََارَكْنََا فِيهََا قُرىً ظََاهِرَةً» أي و قد كان من قصتهم أنا جعلنا بينهم‌و بين قرى الشام التي باركنا فيها بالماء و الشجر قرى متواصلة و كان متجرهم من أرض اليمن إلى الشام و كانوا يبيتون بقرية و يقيلون بأخرى حتى يرجعوا و كانوا لا يحتاجون إلى زاد من وادي سبإ إلى الشام و معنى الظاهرة أن الثانية كانت ترى من الأولى لقربها منها «وَ قَدَّرْنََا فِيهَا اَلسَّيْرَ» أي جعلنا السير من القرية إلى القرية مقدارا واحدا نصف يوم و قلنا لهم «سِيرُوا فِيهََا» أي في تلك القرى «لَيََالِيَ وَ أَيََّاماً» أي ليلا شئتم المسير أو نهارا «آمِنِينَ» من الجوع و العطش و التعب و من السباع و كل المخاوف و في هذا إشارة إلى تكامل‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 605
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست