responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 597

(1) - معنى التسخير في قوله «وَ لِسُلَيْمََانَ اَلرِّيحَ» و «مَنْ يَعْمَلُ» في موضع نصب على تقدير و سخرنا من الجن من يعمل. شكرا يجوز أن يكون مفعول اعملوا على تقدير اشكروا شكرا كما تقول أحمد الله شكرا فيكون مفعولا مطلقا و هو المصدر و يجوز أن يكون مفعولا له و مفعول اعمل محذوف و تقديره اعملوا الطاعة شكرا و قوله «أَنْ لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ اَلْغَيْبَ» أن هذه مخففة من الثقيلة على تقدير أنهم لو كانوا يعلمون الغيب قال أبو علي و التقدير فلما خر تبين أمر الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب فحذف المضاف فإن لو كانوا بدل من الجن و لفظ تبين هنا لازم غير متعد مثله في قوله‌ وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنََا بِهِمْ و قوله‌ فَلَمََّا تَبَيَّنَ لَهُ قََالَ أَعْلَمُ أَنَّ اَللََّهَ عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ و المعنى فلما خر انكشف للإنس أمر الجن من جهلهم بالغيب‌و ذلك لأن الجن ما ادعوا علم الغيب و إنما اعتقد الإنس فيهم أنهم يعلمون الغيب فأبطل الله عقيدتهم فيهم بموت سليمان .

ـ

المعنى‌

لما تقدم ذكر عباد الله المنيبين إليه وصله سبحانه بذكر داود و سليمان فقال «وَ لَقَدْ آتَيْنََا دََاوُدَ مِنََّا فَضْلاً» معناه و لقد أعطينا داود من عندنا نعمة و إحسانا أي فضلناه على غيره بما أعطيناه من النبوة و الكتاب و فصل الخطاب و المعجزات ثم فصل سبحانه ما أعطاه فقال «يََا جِبََالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَ اَلطَّيْرَ» أي قلنا للجبال يا جبال سبحي معه إذا سبح عن ابن عباس الحسن و قتادة و مجاهد قالوا أمر الله الجبال أن تسبح معه إذا سبح فسبحت معه و تأوله عند أهل اللغة رجعي معه التسبيح من آب يؤوب و يجوز أن يكون سبحانه فعل في الجبال ما يأتي به منها التسبيح معجزا له و أما الطير فيجوز أن يسبح و يحصل له من التمييز ما يتأتى منه ذلك بأن يزيد الله في فطنته فيفهم ذلك و قيل معناه سيري معه فكانت الجبال و الطير تسير معه أينما سار و كان ذلك معجزا له عن الجبائي و التأويب السير بالنهار وقيل معناه ارجعي إلى مراد داود فيما يريده من حفر بئر و استنباط عين و استخراج معدن و وضع طريق «وَ أَلَنََّا لَهُ اَلْحَدِيدَ» فصار في يده كالشمع يعمل به ما شاء من غير أن يدخله النار و لا أن يضربه بالمطرقة عن قتادة } «أَنِ اِعْمَلْ سََابِغََاتٍ» أي قلنا له اعمل من الحديد دروعا تامات و إنما ألان الله تعالى الحديد لداود لأنه أحب أن يأكل من كسب يده فألان الحديد له و علمه صنعة الدرع و كان أول من اتخذها و كان يبيعها و يأكل من ثمنها و يطعم عياله و يتصدق منه و روي عن الصادق (ع) قال إن الله أوحى إلى داود (ع) نعم العبد أنت إلا أنك تأكل من بيت المال فبكى داود أربعين صباحا فألان الله له الحديد و كان يعمل كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم فعمل ثلاثمائة و ستين درعا فباعها بثلاثمائة و ستين ألفا فاستغنى عن بيت المال‌ «وَ قَدِّرْ فِي اَلسَّرْدِ» أي عدل في نسج الدروع و منه قيل لصانعها سراد و زراد و المعنى لا تجعل‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 597
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست