responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 564

(1) -

المعنى‌

لما تقدم ذكر نساء النبي ص عقبه سبحانه بذكر زيد و زوجته فقال «وَ مََا كََانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لاََ مُؤْمِنَةٍ إِذََا قَضَى اَللََّهُ وَ رَسُولُهُ» أي إذا أوجب الله و رسوله «أَمْراً» و ألزماه و حكما به «أَنْ يَكُونَ لَهُمُ اَلْخِيَرَةُ» أي الاختيار «مِنْ أَمْرِهِمْ» على اختيار الله تعالى و المعنى أن كل شي‌ء أمر الله تعالى به أو حكم به فليس لأحد مخالفته و ترك ما أمر به إلى غيره «وَ مَنْ يَعْصِ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ» فيما يختاران له «فَقَدْ ضَلَّ ضَلاََلاً مُبِيناً» أي ذهب عن الحق ذهابا ظاهرا ثم خاطب النبي ص فقال‌} «وَ إِذْ تَقُولُ» أي و اذكر يا محمد حين تقول «لِلَّذِي أَنْعَمَ اَللََّهُ عَلَيْهِ» بالهداية إلى الإيمان «وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ» بالعتق و قيل أنعم الله عليه بمحبة رسوله و أنعم الرسول عليه بالتبني عن السدي و الثوري و هو زيد بن حارثة «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» يعني زوجك زينب تقول احبسها و لا تطلقها و هذا الكلام يقتضي مشاجرة جرت بينهما حتى وعظه الرسول و قال له أمسكها «وَ اِتَّقِ اَللََّهَ» في مفارقتها و مضارتها «وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اَللََّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى اَلنََّاسَ وَ اَللََّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشََاهُ» و الذي أخفاه في نفسه هو أنه أن طلقها زيد تزوجها و خشي لائمة الناس أن يقولوا أمره بطلاقها ثم تزوجها و قيل أن الذي أخفاه في نفسه هو أن الله سبحانه أعلمه أنها ستكون من أزواجه و أن زيدا سيطلقها فلما جاء زيد و قال له أريد أن أطلق زينب قال له أمسك عليك زوجك فقال سبحانه لم قلت أمسك عليك زوجك و قد أعلمتك أنها ستكون من أزواجك روي ذلك عن علي بن الحسين (ع) و هذا التأويل مطابق لتلاوة الآية و ذلك أنه سبحانه أعلم أنه يبدي ما أخفاه و لم يظهر غير التزويج قال «زَوَّجْنََاكَهََا» فلو كان الذي أضمره محبتها أو إرادة طلاقها لأظهر الله تعالى ذلك مع وعده بأنه يبديه فدل ذلك على أنه إنما عوتب على قوله «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» مع علمه بأنها ستكون زوجته و كتمانه ما أعلمه الله به حيث استحيا أن يقول لزيد أن التي تحتك ستكون امرأتي قال البلخي و يجوز أن يكون أيضا على ما يقولونه أن النبي استحسنها فتمنى أن يفارقها زيد فيتزوجها و كتم ذلك لأن هذا التمني قد طبع عليه البشر و لا حرج على أحد في أن يتمنى شيئا استحسنه‌و قيل أنه إنما أضمر أن يتزوجها إن طلقها زيد من حيث أنها كانت ابنة عمته فأراد ضمها إلى نفسه لئلا يصيبها ضيعة كما يفعل الرجل بأقاربه عن الجبائي قال فأخبر الله سبحانه الناس بما كان يضمره من إيثار ضمها إلى نفسه ليكون ظاهره مطابقا لباطنه و لهذا المعنى‌ قال ص لأصحابه يوم فتح مكة و قد جاءه عثمان بعبد الله بن سعد بن أبي سرح يستأمنه منه و كان ص قبل ذلك قد أهدر دمه و أمر بقتله فلما رأى عثمان استحيا من رده و سكت طويلا ليقتله بعض المؤمنين ثم آمنه بعد تردد المسألة من عثمان و قال أ ما كان منكم رجل رشيد يقوم إلى هذا فيقتله فقال له عباد بن بشر يا رسول الله إن عيني ما زالت في عينك انتظار

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 564
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست