نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 526
(1) - سنة قالوا لتعلم قريش منزلتنا منك و قوله «مََا جَعَلَ اَللََّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ» نزلت في أبي معمر جميل بن معمر بن حبيب الفهري و كان لبيبا حافظا لما يسمع و كان يقول إن في جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد فكانت قريش تسميه ذا القلبين فلما كان يوم بدر و هزم المشركون و فيهم أبو معمر و تلقاه أبو سفيان بن حرب و هو آخذ بيده إحدى نعليه و الأخرى في رجله فقال له يا أبا معمر ما حال الناس قال انهزموا قال فما بالك إحدى نعليك في يدك و الأخرى في رجلك فقال أبو معمر ما شعرت إلا أنهما في رجلي فعرفوا يومئذ أنه لم يكن له إلا قلب واحد لما نسي نعله في يده.
ـ
المعنى
خاطب سبحانه نبيه ص فقال «يََا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ اِتَّقِ اَللََّهَ» أي اثبت على تقوى الله و دم عليه و قيل معناه اتق الله في إجابة المشركين إلى ما التمسوه و قيل إن بعض المسلمين هموا بقتل أولئك الذين قدموا المدينة بأمان فقال اتق الله في نقض العهد «وَ لاََ تُطِعِ اَلْكََافِرِينَ وَ اَلْمُنََافِقِينَ» مر بيانهو قيل إنه عام و هو الوجه و الكافر هو الذي يظهر الكفر و يبطنه و المنافق هو الذي يظهر الإيمان و يبطن الكفر «إِنَّ اَللََّهَ كََانَ عَلِيماً» بما يكون قبل كونه «حَكِيماً» فيما يخلقه و لما نهاه عن متابعة الكفار و أهل النفاق أمره باتباع أوامره و نواهيه على الإطلاق فقال «وَ اِتَّبِعْ مََا يُوحىََ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» من القرآن و الشرائع فبلغه و اعمل به «إِنَّ اَللََّهَ كََانَ بِمََا تَعْمَلُونَ خَبِيراً» أي لا يخفي عليه شيء من أعمالكم فيجازيكم بحسبها إن خيرا فخير و إن شرا فشر} «وَ تَوَكَّلْ عَلَى اَللََّهِ» أي فوض أمورك إلى الله حتى لا تخاف غيره و لا ترجو إلا خيره «وَ كَفىََ بِاللََّهِ وَكِيلاً» أي قائما بتدبيرك حافظا لك و دافعا عنك} «مََا جَعَلَ اَللََّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ»فإن أمر الرجل الواحد لا ينتظم و معه قلبان فكيف تنتظم أمور العالمو له إلهان معبودان و قيل إنه نزل في أبي معمر على ما مر بيانه عن مجاهد و قتادة و إحدى الروايتين عن ابن عباس و قيل إن المنافقين كانوا يقولون إن لمحمد قلبين ينسبونه إلى الدهاء فأكذبهم الله تعالى بذلك عن ابن عباس و قيل إن رجلا كان يقول إن لي نفسين نفسا تأمرني و نفسا تنهاني فنزل ذلك فيه عن الحسن و قيل هو رد على المنافقين و المعنى ليس لأحد قلبان يؤمن بأحدهما و يكفر بالآخر و إنما هو قلب واحد فأما أن يؤمن و إما أن يكفر عن أبي مسلم و قيل إنه يتصل بقوله «وَ مََا جَعَلَ أَدْعِيََاءَكُمْ أَبْنََاءَكُمْ» و التقدير أنه كما لم يجعل لرجل قلبين في جوفه لم يجعل ابن الإنسان ابنا لغيره و قيل بل يتصل بما قبله و المعنى أنه لا يمكن الجمع بين اتباعين متضادين اتباع الوحي و القرآن و اتباع أهل الكفر و الطغيان فكني عن ذلك بذكر القلبين لأن الاتباع يصدر عن الاعتقاد و الاعتقاد من أفعال القلوب فكما لا يجتمع قلبان في جوف واحد لا
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 526