نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 519
(1) - على الإطلاق لا إلى أعينهم تنبيها على أنها غاية في الحسن و الكمال فتقر بها كل عين «جَزََاءً بِمََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» من الطاعات في دار الدنيا} «أَ فَمَنْ كََانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كََانَ فََاسِقاً» هذا استفهام يراد به التقرير أي أ يكون من هو مصدق بالله على الحقيقة عارفا بالله و بأنبيائه عاملا بما أوجبه الله عليه و ندبه إليه مثل من هو فاسق خارج عن طاعة الله مرتكب لمعاصي الله ثم قال «لاََ يَسْتَوُونَ» لأن منزلة المؤمن درجات الجنان و منزلة الفاسق دركات النيران ثم فسر ذلك بقوله} «أَمَّا اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ فَلَهُمْ جَنََّاتُ اَلْمَأْوىََ» يأوون إليها «نُزُلاً بِمََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» أي عطاء بما كانوا يعملون عن الحسن و قيل ينزلهم الله فيها نزلا كما ينزل الضيف يعني أنهم في حكم الأضياف} «وَ أَمَّا اَلَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوََاهُمُ» الذي يأوون إليه «اَلنََّارُ» نعوذ بالله منها «كُلَّمََا أَرََادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهََا» أي كلما هموا بالخروج منها لما يلحقهم من ألم العذاب «أُعِيدُوا» أي ردوا «فِيهََا» و قد مر بيانه في سورة الحج «وَ قِيلَ لَهُمْ» مع ذلك «ذُوقُوا عَذََابَ اَلنََّارِ اَلَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ» أي لا تصدقون به و تجحدونه و في هذا دلالة على أن المراد بالفاسق هنا الكافر المكذب قال ابن أبي ليلى نزل قوله «أَ فَمَنْ كََانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كََانَ فََاسِقاً» الآيات في علي بن أبي طالب (ع) و رجل من قريش و قال غيره نزلت في علي بن أبي طالب (ع) و الوليد بن عقبة فالمؤمن علي و الفاسق الوليد و ذلك أنه قال لعلي (ع) أنا أبسط منك لسانا و أحد منك سنانا فقال علي (ع) ليس كما تقول يا فاسق قال قتادة لا و الله ما استووا لا في الدنيا و لا عند الموت و لا في الآخرة.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 519