responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 518

518

(1) - و تؤدي الزكاة المفروضة و تصوم شهر رمضان قال و إن شئت أنبأتك بأبواب الخيرقال قلت أجل يا رسول الله قال الصوم جنة و الصدقة تكفر الخطيئة و قيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله ثم قرأ هذه الآية «تَتَجََافى‌ََ جُنُوبُهُمْ عَنِ اَلْمَضََاجِعِ» و بالإسناد عن بلال قال قال رسول الله ص عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم و إن قيام الليل قربة إلى الله و منهاة عن الإثم و تكفير للسيئات و مطردة الداء عن الجسد و قيل هم الذين لا ينامون حتى يصلوا العشاء الآخرة قال أنس نزلت فينا معاشر الأنصار كنا نصلي المغرب فلا ترجع إلى رحلنا حتى نصلي العشاء الآخرة مع النبي ص و قيل هم الذين يصلون ما بين المغرب و العشاء الآخرة و هي صلاة الأوابين عن قتادة و قيل هم الذين يصلون العشاء و الفجر في جماعة «يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً» من عذاب الله «وَ طَمَعاً» في رحمة الله «وَ مِمََّا رَزَقْنََاهُمْ يُنْفِقُونَ» في طاعة الله و سبيل ثوابه و وجه المدح في هذه الآية أن هؤلاء المؤمنين يقطعهم اشتغالهم بالصلاة و الدعاء عن طيب المضجع لانقطاعهم إلى الله تعالى فأمالهم مصروفة إليه و اتكالهم في كل الأمور عليه‌ثم ذكر سبحانه جزاءهم فقال‌} «فَلاََ تَعْلَمُ نَفْسٌ مََا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ» أي لا يعلم أحد ما خبئ لهؤلاء الذين ذكروا مما تقربه أعينهم قال ابن عباس هذا ما لا تفسير له فالأمر أعظم و أجل مما يعرف تفسيره و قد ورد في الصحيح عن النبي ص أنه قال أن الله يقول أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر بله ما أطلعتكم عليه اقرءوا إن شئتم «فَلاََ تَعْلَمُ نَفْسٌ مََا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ» رواه البخاري و مسلم جميعا

و قد قيل في فائدة الإخفاء وجوه (أحدها) أن الشي‌ء إذا عظم خطره و جل قدره لا تستدرك صفاته على كنهه إلا بشرح طويل و مع ذلك فيكون إبهامه أبلغ (و ثانيها) أن قرة العيون غير متناهية فلا يمكن إحاطة العلم بتفاصيلها (و ثالثها) أنه جعل ذلك في مقابلة صلاة الليل و هي خفية فكذلك ما بإزائها من جزائها و يؤيد ذلك ما روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال ما من حسنة إلا و لها ثواب مبين في القرآن إلا صلاة الليل فإن الله عز اسمه لم يبين ثوابها لعظم خطرها قال «فَلاََ تَعْلَمُ نَفْسٌ» الآية و قرة العين رؤية ما تقر به العين يقال أقر الله عينك أي صادف فؤادك ما يرضيك فتقر عينك حتى لا تطمح بالنظر إلى ما فوقه و قيل هي من القر أي البرد لأن المستبشر الضاحك يخرج من شؤون عينيه دمع باردو المحزون المهموم يخرج من عينيه دمع حار و منه قولهم سخنت عينه و هو قرير العين و سخين العين و إنما أضاف القرة إلى الأعين‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 518
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست