responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 514

(1) -

اللغة

التوفي أخذ الشي‌ء على تمام قال الراجز:

إن بني دارم ليسوا من أحد # و لا توفتهم قريش في العدد

يقال استوفى الدين إذا قبضه على كماله و التوكيل تفويض الأمر إلى غيره للقيام به و النكس قلبك الشي‌ء على رأسه و يقال في المرض النكس بضم النون و أما النكس بكسر النون فهو السهم ينكس فيجعل أعلاه أسفله .

الإعراب‌

«وَ لَوْ تَرى‌ََ إِذِ اَلْمُجْرِمُونَ» يجوز أن يكون مفعول ترى محذوفا فيكون تقديره و لو ترى المجرمين إذ هم ناكسوا رءوسهم و يجوز أن يكون المعنى لو رأيت ببصرك مثل قوله «وَ إِذََا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً» فيكون ترى عاملا في إذ و جواب لو محذوف تقديره لو رأيت المجرمين على تلك الحالة رأيت ما تعتبر به غاية الاعتبار «فَذُوقُوا» أي فيقال لهم ذوقوا العذاب بنسيانكم و هذا في موضع جر على أنه صفة ليومكم.

المعنى‌

ثم أمر سبحانه نبيه ص فقال «قُلْ» يا محمد للمكلفين «يَتَوَفََّاكُمْ» أي يقبض أرواحكم أجمعين و قيل يقبضكم واحدا واحدا حتى لا يبقى منكم أحدا « مَلَكُ اَلْمَوْتِ اَلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ» أي وكل بقبض أرواحكم عن ابن عباس قال جعلت الدنيا بين يدي ملك الموت مثل جام يأخذ منها ما شاء إذا قضى عليه الموت من غير عناء و خطوته ما بين المشرق و المغرب و قيل إن له أعوانا كثيرة من ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب عن قتادة و الكلبي فعلى هذا المراد بملك الموت الجنس و يدل عليه قوله‌ «تَوَفَّتْهُ رُسُلُنََا» و قوله‌ «تَتَوَفََّاهُمُ اَلْمَلاََئِكَةُ» و أما إضافة التوفي إلى نفسه في قوله‌ «اَللََّهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهََا» فلأنها سبحانه خلق الموت و لا يقدر عليه أحد سواه «ثُمَّ إِلى‌ََ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ» أي إلى جزاء ربكم من الثواب و العقاب تردون و جعل ذلك رجوعا إليه تفخيما للأمر و تعظيما للحال و روى عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ص الأمراض و الأوجاع كلها بريد للموت و رسل للموت فإذا حان الأجل أتى ملك الموت بنفسه فقال يا أيها العبد كم خبر بعد خبر و كم رسول بعد رسول و كم بريد بعد بريد أنا الخبر الذي ليس بعدي خبر و أنا الرسول أجب ربك طائعا أو مكرها فإذا قبض روحه و تصارخوا عليه قال على من تصرخون و على من تبكون فو الله ما ظلمت له أجلا و لا أكلت له رزقا بل دعاه ربه فليبك الباكي على نفسه فإن لي فيكم عودات و عودات حتى لا أبقي منكم أحدا ثم أخبر سبحانه عن حالهم في القيامة و عند الحساب فقال‌} «وَ لَوْ تَرى‌ََ» يا محمد أو أيها الإنسان «إِذِ اَلْمُجْرِمُونَ نََاكِسُوا رُؤُسِهِمْ» أي يوم القيامة حين يكون المجرمون متطاطئي رءوسهم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 514
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست