responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 504

(1) - رفعته فالمعنى لو كتب ما في مقدور الله لنفذ ذلك قبل نفاذ المقدور و نحو هذا من الجمل قد يحذف لدلالة الكلام عليه كقوله‌ «اِذْهَبْ بِكِتََابِي هََذََا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مََا ذََا يَرْجِعُونَ ` قََالَتْ يََا أَيُّهَا اَلْمَلَأُ» و المعنى فذهب فألقى الكتاب فقرأته المرأة أو فقرئ عليها فقالت يا أيها الملأ و من قرأ و بحر يمده فتقديره و هناك بحر يمده من بعده سبعة أبحر قال ابن جني لا يجوز أن يكون و بحر معطوفا على أقلام لأن البحر و ما فيه من الماء ليس من حديث الشجر و الأقلام و إنما هو من حديث المداد كما قرأ جعفر الصادق (ع) مداده فأما رفع البحر فإن شئت كان معطوفا على موضع أن و اسمها كما عطف عليه في قوله‌ أَنَّ اَللََّهَ بَرِي‌ءٌ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ و قد مضى ذكر ذلك في موضعه و من قرأ يمده بضم الياء فإنه تشبيه بإمداد الجيش و ليس يقوى أن يكون قراءة جعفر بن محمد (ع) و البحر مداده أي زائد فيه لأن ماء البحر لا يعتد في الشجر و الأقلام لأنه ليس من جنسه‌و المداد هناك هو هذا الذي يكتب به.

المعنى‌

ثم أكد سبحانه ما تقدم من خلقه السماوات و الأرض بقوله «لِلََّهِ مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» أي له جميع ذلك خلقا و ملكا يتصرف فيه كما يريده ليس لأحد الاعتراض عليه في ذلك «إِنَّ اَللََّهَ هُوَ اَلْغَنِيُّ» عن حمد الحامدين و عن كل شي‌ء «اَلْحَمِيدُ» أي المستحق للحمد و التعظيم‌} «وَ لَوْ أَنَّ مََا فِي اَلْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاََمٌ وَ اَلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مََا نَفِدَتْ كَلِمََاتُ اَللََّهِ» أي لو كان شجر الأرض أقلاما و كان البحر مدادا و يمده سبعة أبحر مثله أي تزيده بمائها فكتب بتلك الأقلام و البحور لتكسرت تلك الأقلام و نفذ ماء البحور و ما نفذت كلمات الله و قد ذكرنا تفسير كلمات الله في سورة الكهف و الأولى أن يكون عبارة عن مقدوراته و معلوماته لأنها إذا كانت لا تتناهى فكذلك الكلمات التي تقع عبارة عنها لا تتناهى «إِنَّ اَللََّهَ عَزِيزٌ» في اقتداره على جميع ذلك «حَكِيمٌ» يفعل من ذلك ما يليق بحكمته ثم قال‌} «مََا خَلْقُكُمْ وَ لاََ بَعْثُكُمْ» يا معشر الخلائق «إِلاََّ كَنَفْسٍ وََاحِدَةٍ» أي كخلق نفس واحدة و بعث نفس واحدة في قدرته فإنه لا يشق عليه ابتداء جميع الخلق و لا إعادتهم بعد إفنائهم‌قال مقاتل إن كفار قريش قالوا إن الله خلقنا أطوارا نطفة علقة مضغة لحما فكيف يبعثنا خلقا جديدا في ساعة واحدة فنزلت الآية «إِنَّ اَللََّهَ سَمِيعٌ» يسمع ما يقول القائلون في ذلك «بَصِيرٌ» بما يضمرونه‌} «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اَللََّهَ يُولِجُ اَللَّيْلَ فِي اَلنَّهََارِ وَ يُولِجُ اَلنَّهََارَ فِي اَللَّيْلِ» أي ينقص من الليل في النهار و من النهار في الليل عن قتادة و قيل معناه إن كل واحد منهما يتعقب الآخر «وَ سَخَّرَ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ» لأنهما يجريان على وتيرة واحدة لا يختلفان «كُلٌّ يَجْرِي إِلى‌ََ أَجَلٍ مُسَمًّى» قدره الله تعالى «وَ أَنَّ اَللََّهَ بِمََا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ` ذََلِكَ بِأَنَّ اَللََّهَ هُوَ اَلْحَقُّ» الذي‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 504
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست