نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 502
(1) -
المعنى
لما أخبر سبحانه عمن جادل في الله بغير علم و لم يذكر النعمة زاد عقيبه في ذمهم فقال «وَ إِذََا قِيلَ لَهُمُ اِتَّبِعُوا مََا أَنْزَلَ اَللََّهُ» على محمد ص من القرآن و شرائع الإسلام «قََالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مََا وَجَدْنََا عَلَيْهِ آبََاءَنََا» ذمهم على التقليد ثم قال منكرا عليهم «أَ وَ لَوْ كََانَ اَلشَّيْطََانُ يَدْعُوهُمْ» إلى تقليد آبائهم و اتباع ما يدعوهم «إِلىََ عَذََابِ اَلسَّعِيرِ» أدخل على واو العطف همزة الاستفهام على وجه الإنكار و جواب لو محذوف تقديره أ و لو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير لاتبعوهم و المعنى أن الشيطان يدعوهم إلى تقليد آبائهم و ترك اتباع ما جاءت به الرسلو ذلك موجب لهم عذاب النار فهو في الحقيقة يدعوهم إلى النار ثم قال} «وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اَللََّهِ» أي و من يخلص دينه لله و يقصد في أفعاله التقرب إليه «وَ هُوَ مُحْسِنٌ» فيها فيفعلها على موجب العلم و مقتضى الشرع و قيل إن إسلام الوجه إلى الله تعالى هو الانقياد لله تعالى في أوامره و نواهيه و ذلك يتضمن العلم و العمل «فَقَدِ اِسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ اَلْوُثْقىََ» أي فقد تعلق بالعروة الوثيقة التي لا يخشى انفصامها و الوثقى تأنيث الأوثق «وَ إِلَى اَللََّهِ عََاقِبَةُ اَلْأُمُورِ» أي و عند الله ثواب ما صنع عن مجاهد و المعنى و إلى الله ترجع أواخر الأمور على وجه لا يكون لأحد التصرف فيها بالأمر و النهي} «وَ مَنْ كَفَرَ» من هؤلاء الناس «فَلاََ يَحْزُنْكَ» يا محمد «كُفْرُهُ» أي لا يغمك ذلك «إِلَيْنََا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمََا عَمِلُوا» أي نخبرهم بأعمالهم و نجازيهم بسوء أفعالهم «إِنَّ اَللََّهَ عَلِيمٌ بِذََاتِ اَلصُّدُورِ» أي بما تضمره الصدور لا يخفى عليه شيء منه} «نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً» أي نعطيهم من متاع الدنيا و نعيمها ما يتمتعون به مدة قليلة «ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ» في الآخرة «إِلىََ عَذََابٍ غَلِيظٍ» أي ثم نصيرهم مكرهين إلى عذاب يغلظ عليهم و يصعب «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ» في جواب ذلك «اَللََّهُ» خلقهما «قُلِ» يا محمد أو أيها السامع «اَلْحَمْدُ لِلََّهِ» على هدايته لنا و توفيقه إيانا لمعرفته و قيل معناه اشكر الله على دين يقر لك خصمك بصحته لوضوح دلالته عن الجبائي «بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاََ يَعْلَمُونَ» ما عليهم من الحجة..
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 502