responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 470

(1) - اللام و التقدير لتخافوا خوفا و لتطمعوا طمعا ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض الجار يتعلق بمحذوف في موضع الحال من الكاف و الميم أي إذا دعاكم خارجين من الأرض و إن شئت كان وصفا للنكرة أي دعوة ثابتة من هذه الجهة و لا يجوز أن يتعلق بيخرجون لأن ما بعد إذا لا يعمل فيما قبله.

ـ

المعنى‌

ثم عطف سبحانه على ما قدمه من تنبيه العبيد على دلائل التوحيد فقال «وَ مِنْ آيََاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ» أي جعل لكم من شكل أنفسكم و من جنسكم «أَزْوََاجاً» و إنما من سبحانه علينا بذلك لأن الشكل إلى الشكل أميل عن أبي مسلم و قيل معناه أن حواء خلقت من ضلع آدم (ع) عن قتادة و قيل إن المراد بقوله «مِنْ أَنْفُسِكُمْ» أن النساء خلقن من نطف الرجال‌ «لِتَسْكُنُوا إِلَيْهََا» أي لتطمئنوا إليها و تألفوا بها و يستأنس بعضكم ببعض «وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً» يريد بين المرأة و زوجها جعل سبحانه بينهما المودة و الرحمة فهما يتوادان و يتراحمان و ما شي‌ء أحب إلى أحدهما من الآخر من غير رحم بينهما قال السدي المودة المحبة و الرحمة الشفقة «إِنَّ فِي ذََلِكَ» أي في خلق الأزواج مشاكلة للرجال «لَآيََاتٍ» أي لدلالات واضحات «لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» في ذلك و يعتبرون به ثم نبه سبحانه على آية أخرى فقال‌} «وَ مِنْ آيََاتِهِ» الدالة على توحيده «خَلْقُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» و ما فيهما من عجائب خلقه و بدائع صنعه مثل ما في السماوات من النجوم و الشمس و القمر و جريها في مجاريها على غاية الاتساق و النظام و ما في الأرض من أنواع الجماد و النبات و الحيوان المخلوقة على وجه الأحكام «وَ اِخْتِلاََفُ أَلْسِنَتِكُمْ» فالألسنة جمع لسان و اختلافها هو أن ينشئها الله تعالى مختلفة في الشكل و الهيأة و التركيب فتختلف نغماتها و أصواتها حتى أنه لا يشتبه صوتان من نفسين هما إخوان و قيل إن اختلاف الألسنة هو اختلاف اللغات من العربية و العجمية و غيرهما و لا شي‌ء من الحيوانات تتفاوت لغاتها كتفاوت لغات الإنسان فإن كانت اللغات توقيفيا من قبل الله تعالى فهو الذي فعلها و ابتدأها و إن كانت مواضعة من قبل العباد فهو الذي يسرها «وَ أَلْوََانِكُمْ» أي و اختلاف ألوانكم من البياض و الحمرة و الصفرة و السمرة و غيرها فلا يشبه أحد أحدا مع التشاكل في الخلقة و ما ذلك إلا للتراكيب البديعة و اللطائف العجيبة الدالة على كمال قدرته و حكمته حتى لا يشتبه اثنان من الناس و لا يلتبسان مع كثرتهم‌ «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيََاتٍ» أي أدلة واضحات «لِلْعََالِمِينَ» أي للمكلفين‌} «وَ مِنْ آيََاتِهِ» الدالة على توحيده و إخلاص العبادة له «مَنََامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ اَلنَّهََارِ وَ اِبْتِغََاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ» بالنهار و هذا تقديره أي يصرفكم في طلب المعيشة و المنام و النوم بمعنى واحد و قيل إن الليل و النهار معا وقت للنوم و وقت لابتغاء الفضل لأن من الناس من‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست