نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 468
(1) - ضياء النهار و له الثناء و المدح في السماوات و الأرض أي هو المستحق لمدح أهلها لإنعامه عليهم و عشيا أي و في العشي و حين تدخلون في الظهيرة و هي نصف النهار و إنما خص تعالى هذه الأوقات بالذكر بالحمد و إن كان حمده واجبا في جميع الأوقات لأنها أوقات تذكر بإحسان الله و ذلك إن انقضاء إحسان أول إلى إحسان ثان يقتضي الحمد عند تمام الإحسان الأول و الأخذ في الآخر كما أخبر سبحانه عن حمد أهل الجنة بقوله «وَ آخِرُ دَعْوََاهُمْ أَنِ اَلْحَمْدُ لِلََّهِ رَبِّ اَلْعََالَمِينَ» لأن ذلك حال الانتقال من نعيم الدنيا إلى الجنة و قيل إن الآية تدل على الصلوات الخمس في اليوم و الليلة لأن قوله «حِينَ تُمْسُونَ» يقتضي المغرب و العشاء الآخرة «وَ حِينَ تُصْبِحُونَ» يقتضي صلاة الصبح «وَ عَشِيًّا» يقتضي صلاة العصر «وَ حِينَ تُظْهِرُونَ» يقتضي صلاة الظهر عن ابن عباس و مجاهد و هو الأحسن لأنه خص هذه الأوقات بالذكر و قيل إنما خص صلاة الليل باسم التسبيح و صلاة النهار باسم الحمد لأن الإنسان في النهار متقلب في أحوال توجب الحمد لله عليها و في الليل على أحوال توجب تنزيه الله تعالى من الأسواء فيها فلذلك صار الحمد في النهار أخص فسميت به صلاة النهار و التسبيح بالليل أخص فسميت به صلاة الليل} «يُخْرِجُ اَلْحَيَّ مِنَ اَلْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ اَلْمَيِّتَ مِنَ اَلْحَيِّ» أي يخرج الإنسان من النطفة و يخرج النطفة من الإنسان عن ابن عباس و ابن مسعود و قيل يخرج المؤمن من الكافر و يخرج الكافر من المؤمن عن مجاهد و قد ذكرنا فيما تقدم «وَ يُحْيِ اَلْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهََا» بالنبات بعد جدوبها «وَ كَذََلِكَ تُخْرَجُونَ» أي كما أحيا الأرض بالنبات كذلك يحييكم بالبعثو تخرجون من قبوركم أحياء} «وَ مِنْ آيََاتِهِ» أي و من دلالاته على وحدانيته و كمال قدرته «أَنْ خَلَقَكُمْ» أي خلق آدم الذي هو أبوكم و أصلكم «مِنْ تُرََابٍ» ثم خلقكم منه و ذلك قوله «ثُمَّ إِذََا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ» أي ثم إذا أنتم ذرية بشر من لحم و دم تنبسطون في الأرض و تنصرفون على ظهرها و تتفرقون في أطرافها فهلا دلكم ذلك على أنه لا يقدر على ذلك غيره تعالى و أنه لا يستحق العبادة سواه.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 468