responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 463

463

(1) - حَقًّا عَلَيْنََا نَصْرُ اَلْمُؤْمِنِينَ فأما اسمها على هذه القراءة فيجوز أن يكون أحد الشيئين السوأى عاقبة الذين أساءوا و يكون إن كذبوا مفعولا له أي لأن كذبوا و لا يجوز أن يكون كذبوا متعلقا بقوله «أَسََاؤُا» على هذا لأنك تفصل بين الصلة و الموصول باسم كان أو يكون إن كذبوا اسم كان و التقدير ثم كان التكذيب عاقبة الذين أساءوا و يكون السوأى على هذا مصدرا لأساءوا لأن فعلى من أبنية المصادر كالرجعى و الشورى و البشرى و يدل على أن السوأى و السوء بمنزلة المصدر ما أنشده أبو عمرو :

أنى جزوا عامرا سوءا بفعلهم # أم كيف يجزونني السوأى من الحسن‌

و من رفع عاقبة جاز أن يكون الخبر أحد الشيئين السوأى و إن كذبوا كما جاز في النصب أن يكون كل واحد منهما الاسم و معنى الذين أساءوا الذين أشركوا و التقدير ثم كان عاقبة المسي‌ء التكذيب بآيات الله أي لم يظفر في كفره و شركه بشي‌ء إلا بالتكذيب و إذا جعلت أن كذبوا نفس الخبر جعلت السوأى في موضع نصب بأنه مصدر و قد يجوز أن يكون السوأى صفة لموصوف محذوف كأنه قال الخلة السوأى أو الخلال السوأى.

المعنى‌

ثم حث سبحانه على التفكر و التدبر فيما يدل على توحيده من خلق السماوات و الأرض ثم في أحوال القرون الخالية و الأمم الماضية فقال «أَ وَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ» أي في حال الخلوة لأن في تلك الحالة يتمكن الإنسان من نفسه و يحضره ذهنه و قيل معناه أ و لم يتفكروا في خلق الله أنفسهم و المعنى أ و لم يتفكروا فيعلموا و حذف لأن في الكلام دليلا عليه «مََا خَلَقَ اَللََّهُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ مََا بَيْنَهُمََا إِلاََّ بِالْحَقِّ» قال الزجاج معناه إلا للحق أي لإقامة الحق و معناه للدلالة على الصانع و التعريض للثواب «وَ أَجَلٍ مُسَمًّى» أي و لوقت معلوم توفى فيه كل نفس ما كسبت‌و قيل معناه خلقها في أوقات قدرها اقتضت المصلحة خلقها فيها و لم يخلقها عبثا عن الجبائي (سؤال) قالوا كيف يعلم المتفكر في نفسه إن الله سبحانه لم يخلق شيئا إلا بالحق و كيف يعلم الآخرة (جواب) قلنا إذا علم بالنظر في نفسه أنه محدث مخلوق و إن له محدثا قديما قادرا عالما حيا و أنه لا يفعل القبيح و أنه حكيم علم أنه لم يخلقه عبثا و إنما خلقه لغرض و هو التعريض للثواب و ذلك لا يتم إلا بالتكليف فلا بد إذا من الجزاء فإذا لم يوجد في الدنيا فلا بد من دار أخرى يجازى فيها و يعلم إذا خلق ما لا ينتفع بنفسه فلا بد أن يكون الغرض أن ينتفع الحي به «وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ اَلنََّاسِ بِلِقََاءِ رَبِّهِمْ لَكََافِرُونَ» أي بلقاء جزاء ربهم و بالبعث و بيوم القيامة لجاحدون غير معترفين ثم نبههم سبحانه دفعة أخرى فقال‌} «أَ وَ لَمْ يَسِيرُوا فِي اَلْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كََانَ‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 463
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست