responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 458

(1) - إلى الحق يعدلون فكأنهم لا يعقلون‌} «وَ مََا هََذِهِ اَلْحَيََاةُ اَلدُّنْيََا إِلاََّ لَهْوٌ وَ لَعِبٌ» لأنها تزول كما يزول اللهو و اللعب و يستمتع بها الإنسان مدة ثم تنصرم و تنقطع «وَ إِنَّ اَلدََّارَ اَلْآخِرَةَ» يعني الجنة «لَهِيَ اَلْحَيَوََانُ» أي الحياة على الحقيقة لأنها الدائمة الباقية التي لا زوال لها و لا موت فيها و تقديره و إن الدار الآخرة لهي دار الحيوان أو ذات الحيوان لأن الحيوان مصدر كالنزوان و الغليان فحذف المضاف و أقيم المضاف إليه مقامه و المعنى أن حياة الدار الآخرة هي الحياة التي لا تنغيص فيها و لا تكدير «لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ» الفرق بين الحياة الفانية و الحياة الباقية الدائمة أي لو علموا لرغبوا في الباقي و زهدوا في الفاني‌و لكنهم لا يعلمون «فَإِذََا رَكِبُوا فِي اَلْفُلْكِ دَعَوُا اَللََّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ» أخبر الله سبحانه عن حال هؤلاء الكفار فقال إنهم إذا ركبوا في السفن في البحر و هاجت به الرياح و تلاطمت به الأمواج و خافوا الهلاك أخلصوا الدعاء لله مستيقنين أنه لا يكشف السوء إلا هو و تركوا شركاءهم فلم يطلبوا منهم إنجاءهم «فَلَمََّا نَجََّاهُمْ إِلَى اَلْبَرِّ إِذََا هُمْ يُشْرِكُونَ» أي فلما خلصهم إلى البر و أمنوا الهلاك عادوا إلى ما كانوا عليه من الإشراك معه في العبادة} «لِيَكْفُرُوا بِمََا آتَيْنََاهُمْ وَ لِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» إن جعلت اللام للأمر فمعناه التهديد أي ليجحدوا نعم الله في إنجائه إياهم و ليتمتعوا بباقي عمرهم فسوف يعلمون عاقبة كفرهم و إن جعلتها لام كي فالمعنى أنهم يشركون ليكفروا و قد مر معناه‌} «أَ وَ لَمْ يَرَوْا» أي أ لم يعلم هؤلاء الكفار «أَنََّا جَعَلْنََا حَرَماً آمِناً» يأمن أهله فيه من القتل و الغارة «وَ يُتَخَطَّفُ اَلنََّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ» أي يقتل بعضهم بعضا فيما حولهم و هم آمنون في الحرم ذكرهم سبحانه النعمة بذلك ليذعنوا له بالطاعة و ينزجروا عن عبادة غيره ثم قال مهددا لهم «أَ فَبِالْبََاطِلِ يُؤْمِنُونَ» أي يصدقون بعبادة الأصنام و هي باطلة مضمحلة «وَ بِنِعْمَةِ اَللََّهِ» التي أنعم بها عليهم «يَكْفُرُونَ» ثم قال «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى‌ََ عَلَى اَللََّهِ كَذِباً» أي لا ظالم أظلم ممن أضاف إلى الله ما لم يقله من عبادة الأصنام و غيرها «أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ» أي بالقرآن و قيل بمحمد ص «لَمََّا جََاءَهُ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكََافِرِينَ» هذا استفهام تقرير أي أ ما لهؤلاء الكفار المكذبين مثوى في جهنم و هذا مبالغة في إنجاز الوعيد لهم‌} «وَ اَلَّذِينَ جََاهَدُوا فِينََا» أي جاهدوا الكفار ابتغاء مرضاتنا و طاعة لنا و جاهدوا أنفسهم في هواها خوفا منا و قيل معناه اجتهدوا في عبادتنا رغبة في ثوابنا و رهبة في عقابنا «لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنََا» أي لنهدينهم السبل الموصلة إلى ثوابنا عن ابن عباس و قيل لنوفقنهم لازدياد الطاعات فيزداد ثوابهم و قيل معناه و الذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة و قيل معناه و الذين يعملون بما يعلمون لنهدينهم إلى ما لا يعلمون «وَ إِنَّ اَللََّهَ لَمَعَ اَلْمُحْسِنِينَ» بالنصر و المعونة في دنياهم و الثواب و المغفرة في عقباهم و بالله التوفيق.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 458
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست