responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 455

(1) -

النزول‌

قيل نزلت الآية الأولى في المستضعفين من المؤمنين بمكة أمروا بالهجرة عنها عن مقاتل و الكلبي و نزل قوله «وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاََ تَحْمِلُ رِزْقَهَا» في جماعة كانوا بمكة يؤذيهم المشركون فأمروا بالهجرة إلى المدينة فقالوا كيف نخرج إليها و ليس لنا بها دار و لا عقار و من يطعمنا و من يسقينا.

ـ

المعنى‌

ثم بين سبحانه أنه لا عذر لعباده في ترك طاعته فقال «يََا عِبََادِيَ اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وََاسِعَةٌ» يبعد أقطارها فاهربوا من أرض يمنعكم أهلها من الإيمان و الإخلاص في عبادتي و قال أبو عبد الله (ع) معناه إذا عصي الله في أرض أنت فيها فاخرج منها إلى غيرها و قيل معناه إن أرض الجنة واسعة عن الجبائي و أكثر المفسرين على القول الأول «فَإِيََّايَ فَاعْبُدُونِ» أي اعبدوني خالصا و لا تطيعوا أحدا من خلقي في معصيتي و إياي منصوب بفعل مضمر يفسره ما بعده و قد مر بيانه و قيل إن دخول الفاء للجزاء و التقدير إن ضاق بكم موضع فاعبدوني و لا تعبدوا غيري إن أرضي واسعة أمر سبحانه المؤمنين إذا كانوا في بلد لا يلتئم فيه لهم أمر دينهم أن ينتقلوا عنه إلى غيره ثم خوفهم بالموت ليهون عليهم الهجرة فقال‌} «كُلُّ نَفْسٍ ذََائِقَةُ اَلْمَوْتِ» أي كل نفس أحياها الله بحياة خلقها فيه ذائقة مرارة الموت بأي أرض كان فلا تقيموا بدار الشرك خوفا من الموت «ثُمَّ إِلَيْنََا تُرْجَعُونَ» بعد الموت فنجازيكم بأعمالكم ثم ذكر سبحانه ثواب من هاجر فقال‌ «وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ» يعني المهاجرين «لَنُبَوِّئَنَّهُمْ» أي لننزلنهم «مِنَ اَلْجَنَّةِ غُرَفاً» أي علالي عاليات «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهََارُ» قال ابن عباس لنسكننهم غرف الدر و الزبرجد و الياقوت و لننزلنهم قصور الجنة «خََالِدِينَ فِيهََا» يبقون فيها ببقاء الله «نِعْمَ أَجْرُ اَلْعََامِلِينَ» لله تلك الغرف ثم وصفهم فقال‌} «اَلَّذِينَ صَبَرُوا» على دينهم فلم يتركوه لشدة نالتهم و أذى لحقهم و صبروا على مشاق الطاعات «وَ عَلى‌ََ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» في مهمات أمورهم و مهاجرة دورهم ثم قال‌} «وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاََ تَحْمِلُ رِزْقَهَا» أي و كم من دابة لا يكون رزقها مدخرا معدا عن الحسن و قيل معناه لا تطيق حمل رزقها لضعفها و تأكل بأفواهها عن مجاهد و قيل إن الحيوان أجمع من البهائم و الطيور و غيرهما مما يدب على وجه الأرض لا تدخر القوت لغدها إلا ابن آدم و النملة و الفأرة بل تأكل منه قدر كفايتها فقط عن ابن عباس «اَللََّهُ يَرْزُقُهََا وَ إِيََّاكُمْ» أي يرزق تلك الدابة الضعيفة التي لا تقدر على حمل رزقها و يرزقكم أيضا فلا تتركوا الهجرة بهذا السبب‌و عن عطا عن ابن عمر قال خرجنا مع رسول الله ص حتى دخل بعض حيطان الأنصار فجعل يلتقط من التمر و يأكل فقال يا ابن عمر ما لك لا تأكل فقلت لا أشتهيه يا رسول الله قال لكني أشتهيه و هذه صبح رابعة منذ لم أذق‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست