نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 432
432
(1) - حتى يردا علي الحوض قال ثعلب سميا به لأن الأخذ بموجبهما ثقيل و قال غيره إن العرب تقول لكل شيء خطير نفيس ثقل فسماهما ثقلين تفخيما لشأنهماو كل شيء يتنافس فيه فهو ثقل و منه سمي الجن و الإنس ثقلين لأنهما فضلا على غيرهما من الخلق و الطوفان الماء الكثير الغامر لأنه يطوف بكثرته في نواحي الأرض قال الراجز:
"أفناهم الطوفان موت جارف"
الجرف الأخذ الكثير و قد جرفت الشيء أجرفه بالضم جرفا أي ذهبت كله شبه الموت في كثرته بالطوفان .
الإعراب
قوله «بِحََامِلِينَ مِنْ خَطََايََاهُمْ مِنْ شَيْءٍ» تقديره و ما هم بحاملين من شيء من خطاياهم فقوله «مِنْ خَطََايََاهُمْ» في الأصل صفة لشيء فقدم عليه فصار في موضع نصب على الحال. «أَلْفَ سَنَةٍ» نصب على الظرف خمسين نصب على الاستثناء و عاما تمييزه.
ـ
المعنى
ثم أقسم سبحانه فقال «وَ لَيَعْلَمَنَّ اَللََّهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا» بالله على الحقيقة ظاهرا و باطنا «وَ لَيَعْلَمَنَّ اَلْمُنََافِقِينَ» فيجازيهم بحسب أعمالهم قال الجبائي معناه و ليميزن الله المؤمن من المنافق فوضع العلم موضع التمييز توسعا و قد مر بيانه و في هذه الآية تهديد للمنافقين بما هو معلوم من حالهم التي استهزءوا بها و توهموا أنهم قد نجوا من ضررها بإخفائها فبين أنها ظاهرة عند من يملك الجزاء عليها و أنه يحل الفضيحة العظمى بها} «وَ قََالَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا» نعم الله و جحدوها «لِلَّذِينَ آمَنُوا» أي صدقوا بتوحيده و صدق رسله «اِتَّبِعُوا سَبِيلَنََا وَ لْنَحْمِلْ خَطََايََاكُمْ» أي و نحن نحمل آثامكم عنكم إن قلتم إن لكم في اتباع ديننا إثما و يعنون بذلك أنه لا إثم عليكم باتباع ديننا و لا يكون بعث و لا نشور فلا يلزمنا شيء مما ضمنا و المأمور في قوله «وَ لْنَحْمِلْ» هو المتكلم به نفسه في مخرج اللفظ و المراد به إلزام النفس هذا المعنىكما يلزم الشيء بالأمر و فيه معنى الجزاء و تقديره إن تتبعوا ديننا حملنا خطاياكم عنكم ثم قال سبحانه «وَ مََا هُمْ بِحََامِلِينَ مِنْ خَطََايََاهُمْ مِنْ شَيْءٍ» أي لا يمكنهم حمل ذنوبهم عنهم يوم القيامة فإن الله سبحانه عدل لا يعذب أحدا بذنب غيره فلا يصح إذا أن يتحمل أحد ذنب غيره و هذا مثل قوله وَ لاََ تَزِرُ وََازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرىََ و أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسََانِ إِلاََّ مََا سَعىََ و لا يجري هذا مجرى تحمل الدية عن الغير لأن الغرض في الدية أداء المال عن نفس المقتول فلا فرق بين أن يؤديه زيد عنه و بين أن يؤديه عمرو فإنه بمنزلة قضاء الدين «إِنَّهُمْ لَكََاذِبُونَ» فيما ضمنوا
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 432