responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 99

99

(1) - لِلْعََالَمِينَ» إنما قال آية و لم يقل آيتين لأنه في موضع دلالة فلا يحتاج إلى أن تثنى الآية فيهما أنها جاءت به من غير فحل فتكلم في المهد بما يوجب براءة ساحتها من العيب‌} «إِنَّ هََذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وََاحِدَةً» أي هذا دينكم دين واحد عن ابن عباس و مجاهد و الحسن و أصل الأمة الجماعة التي على مقصد واحد فجعلت الشريعة أمة واحدة لاجتماعهم بها على مقصد واحد و قيل معناه جماعة واحدة في أنها مخلوقة مملوكة لله تعالى أي فلا تكونوا إلا على دين واحد و قيل معناه هؤلاء الذين تقدم ذكرهم من الأنبياء فريقكم الذي يلزمكم الاقتداء بهم في حال اجتماعهم على الحق كما يقال هؤلاء أمتنا أي فريقنا و موافقونا على مذهبنا «وَ أَنَا رَبُّكُمْ» الذي خلقكم «فَاعْبُدُونِ» و لا تشركوا بي شيئا ثم ذكر اليهود و النصارى بالاختلاف فقال «وَ تَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ» أي فرقوا دينهم فيما بينهم يلعن بعضهم بعضا و يتبرأ بعضهم من بعض عن الكلبي و ابن زيد و التقطع هذا بمنزلة التقطيع ثم قال مهددا لهم‌} «كُلٌّ إِلَيْنََا رََاجِعُونَ» أي كل ممن اجتمع و افترق راجع إلى حكمنا في الوقت الذي لا يقدر على الحكم سوانا فنجازيهم بأعمالهم‌} «فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ اَلصََّالِحََاتِ» التقدير فمن يعمل من الصالحات شيئامثل صلة الرحم و معونة الضعيف و نصر المظلوم و التنفيس عن المكروب و غير ذلك من أنواع الطاعات «وَ هُوَ مُؤْمِنٌ» شرط الإيمان لأن هذه الأشياء لو فعلها الكافر لم ينتفع بها عند الله تعالى «فَلاََ كُفْرََانَ لِسَعْيِهِ» أي فلا جحود لإحسانه في عمله بل يشكر و يثاب عليه «وَ إِنََّا لَهُ كََاتِبُونَ» أي نأمر ملائكتنا أن يكتبوا ذلك و يثبتوه فلا يضيع منه شي‌ء و قيل كاتبون أي ضامنون جزاءه حتى نوفر على عاملها مجموعة و منه الكتيبة لأنه ضم رجال إلى رجال‌} «وَ حَرََامٌ عَلى‌ََ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنََاهََا أَنَّهُمْ لاََ يَرْجِعُونَ» اختلف في معناه على وجوه (أحدها) أن لا مزيدة و المعنى حرام على قرية مهلكة بالعقوبة أن يرجعوا إلى دار الدنيا عن الجبائي و قيل إن معناه واجب عليها إنها إذا أهلكت لا ترجع إلى دنياها عن قتادة و عكرمة و الكلبي قال عطا يريد حتم مني و المراد إن الله تعالى كتب على من أهلك أن لا يرجع إلى الدنيا قضاء منه حتما و في ذلك تخويف لكفار مكة بأنهم إن عذبوا و أهلكوا لم يرجعوا إلى الدنيا كغيرهم من الأمم المهلكة و قد جاء الحرام بمعنى الواجب في شعر الخنساء :

و إن حراما لا أرى الدهر باكيا # على شجوة إلا بكيت على صخر

(و ثانيها) إن معناه حرام على قرية وجدناها هالكة بالذنوب أن يتقبل منهم عمل لأنهم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست