responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 96

(1) - عليه أي لن نضيق عليه و من قرأ لن يقدر عليه فهو مثل الأول في المعنى بني الفعل للمفعول به و أقيم الجار و المجرور مقام الفاعل و من قرأ نجي المؤمنين بنون واحدة قال أبو بكر السراج هو وهم لأن النون لا تدغم في الجيم و إنما خفيت لأنها ساكنة تخرج من الخياشيم فحذفت في الكتابة و هي في اللفظ ثابتة قال أبو علي و القول في ذلك إن عاصما ينبغي أن يكون قرأ بنونين و أخفى الثانية فظن السامع أنه مدغم و كذلك غيره.

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه قصة يونس (ع) فقال «وَ ذَا اَلنُّونِ » أي و اذكر ذا النون و النون الحوت و صاحبها يونس بن متى «إِذْ ذَهَبَ» أي حين ذهب «مُغََاضِباً» لقومه عن ابن عباس و الضحاك أي مراغما لهم من حيث أنه دعاهم إلى الإيمان مدة طويلة فلم يؤمنوا حتى أوعدهم الله بالعذاب فخرج من بينهم مغاضبا لهم قبل أن يؤذن له «فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ» أي لن نضيق عليه عن عطا و جماعة من المفسرين و قيل ظن أن لن نقضي عليه ما قضيناه و القدر بمعنى القضاء عن مجاهد و قتادة و الكلبي و الجبائي قال الجبائي ضيق الله عليه الطريق حتى ألجأه إلى ركوب البحر ثم قذف فيه فابتلعته السمكة و من قال أنه خرج مغاضبا لربه و أنه ظن أن لن يقدر الله على أخذه بمعنى أنه يعجز عنه فقد أساء الثناء على الأنبياء فإن مغاضبة الله كفر أو كبيرة عظيمة و تجويز العجز على الله سبحانه كذلك فكيف يجوز ذلك على نبي من أنبياء الله تعالى و قال ابن زيد إنه استفهام معناه التوبيخ و تقديره فظن إن لن نقدر عليه و أنكره علي بن عيسى و قال لا يجوز حذف الاستفهام من غير دليل عليه و قد جاء في كلام العرب حذفه على خلاف ما قاله أنشد النحويون قول عمر بن أبي ربيعة :

ثم قالوا تحبها قلت بهرا # عدد القطر و الحصى و التراب‌

أي أ تحبها «فَنََادى‌ََ فِي اَلظُّلُمََاتِ» قيل إنها ظلمة الليل و ظلمة البحر و ظلمة بطن الحوت عن ابن عباس و قتادة و قيل كان حوت في بطن حوت عن سالم بن أبي الجعد «أَنْ لاََ إِلََهَ إِلاََّ أَنْتَ سُبْحََانَكَ» لما أراد السؤال و الدعاء قدم ذكر التوحيد و العدل ثم قال «إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظََّالِمِينَ» أي من الذين يقع منهم الظلم و إنما قاله على سبيل الخشوع و الخضوع لأن جنس البشر لا يمتنع منه وقوع الظلم قال الجبائي لم يكن يونس في بطن الحوت على جهة العقوبة من الله تعالى لأن العقوبة عداوة للمعاقب لكن كان ذلك على وجه التأديب و التأديب يجوز للمكلف و غير المكلف كتأديب الصبي و غيره و بقاؤه في بطن الحوت حيا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست