responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 92

(1) - يتعبد بها في الشرع إلا في مواضع مخصوصة ورد النص بجواز ذلك فيها نحو قيم المتلفات و أروش الجنايات و جزاء الصيد و القبلة و ما جرى هذا المجرى و أيضا فلو جاز للنبي ص أن يجتهد لجاز لغيره أن يخالفه كما يجوز للمجتهدين أن يختلفا و مخالفة الأنبياء تكون كفرا هذا و قد قال الله سبحانه‌ «وَ مََا يَنْطِقُ عَنِ اَلْهَوى‌ََ ` إِنْ هُوَ إِلاََّ وَحْيٌ يُوحى‌ََ» فأخبر سبحانه أنه إنما ينطق عن جهة الوحي و يقوي ما ذكرناه قوله تعالى‌} «فَفَهَّمْنََاهََا سُلَيْمََانَ » أي علمناه الحكومة في ذلك و قيل إن سليمان قضى بذلك و هو ابن إحدى عشر سنة و روي عن النبي ص أنه قضى بحفظ المواشي على أربابها ليلا و قضى بحفظ الحرث على أربابه نهارا «وَ كُلاًّ آتَيْنََا حُكْماً وَ عِلْماً» أي و كل واحد من داود و سليمان أعطيناه حكمة و قيل معناه النبوة و علم الدين و الشرع «وَ سَخَّرْنََا مَعَ دََاوُدَ اَلْجِبََالَ يُسَبِّحْنَ وَ اَلطَّيْرَ» قيل معناه سيرنا الجبال مع داود حيث سار فعبر عن ذلك بالتسبيح لما فيه من الآية العظيمة التي تدعو إلى تسبيح الله و تعظيمه و تنزيهه عن كل ما لا يليق به و كذلك تسخير الطير له تسبيح يدل على إن مسخرها قادر لا يجوز عليه مما يجوز على العباد عن الجبائي و علي بن عيسى و قيل إن الجبال كانت تجاوبه بالتسبيح و كذلك الطير يسبح معه بالغداة و العشي معجزة له عن وهب «وَ كُنََّا فََاعِلِينَ» أي قادرين على فعل هذه الأشياء ففعلناها دلالة على نبوته‌} «وَ عَلَّمْنََاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ» أي علمناه كيف يصنع الدرع قال قتادة أول من صنع الدرع داود (ع) و إنما كانت صفائح جعل الله سبحانه الحديد في يده كالعجين فهو أول من سردها و حلقها فجمعت الخفة و التحصين و هو قوله «لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ» أي ليحرزكم و يمنعكم من وقع السلاح فيكم عن السدي و قيل معناه من حربكم أي في حالة الحرب و القتال فإن البأس في اللغة هو شدة القتال «فَهَلْ أَنْتُمْ شََاكِرُونَ» لنعم الله تعالى عليكم و على أنبيائه قبلكم و هذا تقرير للخلق على شكره فإن إنعامه على الأنبياء إنعام على الخلق و قيل إن سبب إلانة الحديد لداود (ع) أنه كان نبيا ملكا و كان يطوف في ولايته متنكرا يتعرف أحوال عماله و متصرفيه فاستقبله جبرائيل ذات يوم على صورة آدمي فسلم عليه فرد عليه السلام و قال ما سيرة داود فقال نعمت السيرة لو لا خصلة فيه قال و ما هي قال أنه يأكل من بيت مال المسلمين فتنكره و أثنى عليه و قال لقد أقسم داود أنه لا يأكل من بيت مال المسلمين فعلم الله سبحانه صدقه فألان له الحديد كما قال‌ وَ أَلَنََّا لَهُ اَلْحَدِيدَ و روي أن لقمان الحكيم حضره فرآه يفعل ذلك فصبر و لم يسأله حتى فرغ من ذلك فقام و لبس و قال نعمت الجنة للحرب فقال لقمان الصمت حكمة و قليل فاعله.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست