responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 86

(1) - الكسائي و أما ما ذكر فيه أنه أراد به الخبر عن الكبير و قال أنه غضب من أن يعبد معه الصغار فكسرهن و ما روي في ذلك من أن إبراهيم (ع) كذب ثلاث كذبات قوله‌ إِنِّي سَقِيمٌ و قوله «بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ» و قوله في سارة لما أراد الجبار أخذها و كانت زوجته أنها أختي فمما لا يعول عليه فقد دلت الأدلة العقلية التي لا تحتمل التأويل على أن الأنبياء لا يجوز عليهم الكذب و إن لم يقصدوا به غرورا و لا ضررا كما لا يجوز عليهم التعمية في الأخبار و لا التقية لأن ذلك يؤدي إلى التشكك في أخبارهم و كلام إبراهيم (ع) يجوز أن يكون من المعاريض فقد أبيح ذلك عند الضرورة و قد صح‌ عن النبي ص أنه قال إن الكذب لا يصلح في جد و لا هزل‌ و قد قيل في تفسير قوله‌ إِنِّي سَقِيمٌ إن معناه أني سأسقم لأنه لما نظر إلى بعض علم النجوم وقت نوبة حمى كانت تأتيه فقال إني سأسقم و قيل معناه إني سقيم عندكم فيما أدعوكم إليه و سنذكر الكلام فيه في موضعه و أما قوله في سارة أنها أختي فإنما أراد في الدين قال سبحانه‌ إِنَّمَا اَلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ و قد دل الدليل العقلي على أن الكذب قبيح لكونه كذبا فلا يحسن على وجه من الوجوه «فَرَجَعُوا إِلى‌ََ أَنْفُسِهِمْ فَقََالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ اَلظََّالِمُونَ» معناه فرجع بعضهم إلى بعض و قال بعضهم لبعض أنتم الظالمون حيث تعبدون ما لا يقدر على الدفع عن نفسه و ما نرى الأمر إلا كما قال و قيل معناه فرجعوا إلى عقولهم و تدبروا في ذلك إذ علموا صدق إبراهيم فيما قاله و حاروا عن جوابه فأنطقهم الله بالحق فقالوا إنكم أنتم الظالمون هذا الرجل في سؤاله و هذه آلهتكم حاضرة فاسألوها} «ثُمَّ نُكِسُوا عَلى‌ََ رُؤُسِهِمْ» إذ تحيروا و علموا أنها لا تنطق ثم اعترفوا بما هو حجة عليهم فقالوا «لَقَدْ عَلِمْتَ» يا إبراهيم «مََا هََؤُلاََءِ يَنْطِقُونَ» فكيف نسألهم فأجابهم إبراهيم بعد اعترافهم بالحجة} «قََالَ أَ فَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ مََا لاََ يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَ لاََ يَضُرُّكُمْ» أي أ فتوجهون عبادتكم إلى الأصنام التي لا تنفعكم شيئا إن عبدتموها و لا تضركم إن تركتموها لأنها لو قدرت على نفعكم و ضركم لدفعت عن أنفسها من دون الله سبحانه الذي يقدر على ضرركم و نفعكم على أنه ليس كل من قدر على الضر و النفع استحق العبادة و إنما يستحقها من قدر على أصول النعم التي هي الحياة و الشهوة و القدرة و كمال العقل و قدر على الثواب و العقاب ثم قال إبراهيم (ع) مهجنا لأفعالهم مستقذرا لها} «أُفٍّ لَكُمْ وَ لِمََا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ» قال الزجاج معنى أف لكم تبا لأعمالكم و أفعالكم و قد ذكرنا اختلاف القراء فيه و ما قيل في تفسيره في سورة بني إسرائيل «أَ فَلاََ تَعْقِلُونَ» أي أ فلا تتفكرون بعقولكم في أن هذه الأصنام لا تستحق العبادة} «قََالُوا حَرِّقُوهُ» و المعنى فلما سمعوا منه هذا القول قال بعضهم لبعض حرقوه بالنار «وَ اُنْصُرُوا آلِهَتَكُمْ» أي و ادفعوا عنها

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست