responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 74

(1) - و تميل و تضطرب بهم و قيل لتستقر عن قتادة «وَ جَعَلْنََا فِيهََا» أي في الرواسي «فِجََاجاً» أي طرقا واسعة بينها لو لا ذلك لما أمكن أن يهتدوا إلى مقاصدهم في الأسفار ثم بين الفجاج فقال «سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ» بها إلى طريق بلادهم و مواطنهم و قيل ليهتدوا بالاعتبار بها إلى دينهم‌} «وَ جَعَلْنَا اَلسَّمََاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً» أي رفعنا السماء فوق الخلق كالسقف محفوظا من الشياطين بالشهب التي ترمي بها كما قال‌ وَ حَفِظْنََاهََا مِنْ كُلِّ شَيْطََانٍ رَجِيمٍ عن الجبائي و قيل محفوظا من أن تسقط كما قال‌ إِنَّ اَللََّهَ يُمْسِكُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ أَنْ تَزُولاََ الآية و قيل محفوظا من أن يطمع أحد في أن يتعرض لها بنقض أو أن يحلقها بلى أو هدم على طول الدهر عن الحسن «وَ هُمْ عَنْ آيََاتِهََا» أي عن الاستدلال بما فيها من دلائل الحدوث و الحاجة إلى المحدث «مُعْرِضُونَ» أي أعرضوا عن التفكر فيها} «وَ هُوَ اَلَّذِي خَلَقَ اَللَّيْلَ وَ اَلنَّهََارَ وَ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ» أي يجرون و قيل يدورون و أراد الشمس و القمر و النجوم لأن قوله «اَللَّيْلَ» يدل على النجوم و قال ابن عباس يسبحون بالخير و الشر بالشدة و الرخاء و قيل معناه أنه سبحانه جعل لكل واحد منهما فلكا يدور فيه بسرعة كالسباحة و إنما قال «يَسْبَحُونَ» لأنه أضاف إليها فعل العقلاء كما قال‌ وَ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سََاجِدِينَ و قال النابغة الجعدي :

تمززتها و الديك يدعو صياحه # إذا ما بنو نعش دنوا فتصوبوا

ثم قال سبحانه‌} «وَ مََا جَعَلْنََا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ» يا محمد «اَلْخُلْدَ» أي دوام البقاء في الدنيا «أَ فَإِنْ مِتَّ» أنت على ما يتوقعونه و ينتظرونه «فَهُمُ اَلْخََالِدُونَ» أي أ فهم يخلدون بعدك يعني مشركي مكة حين قالوا نتربص بمحمد ريب المنون فقال لئن مت فإنهم أيضا يموتون فأي فائدة لهم في تمني موتك‌} «كُلُّ نَفْسٍ ذََائِقَةُ اَلْمَوْتِ» أي لا بد لكل نفس حية بحياة أن يدخل عليها الموت و تخرج عن كونها حية «وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ اَلْخَيْرِ» أي نعاملكم معاملة المختبر بالفقر و الغنى و بالضراء و السراء و بالشدة و الرخاء عن ابن عباس و قيل بما تكرهون و ما تحبون ليظهر صبركم على ما تكرهون و شكركم فيما تحبون عن ابن زيد و روي عن أبي عبد الله (ع) أن أمير المؤمنين (ع) مرض فعاده إخوانه فقالوا كيف تجدك يا أمير المؤمنين قال بشر قالوا ما هذا كلام مثلك قال إن الله تعالى يقول «وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ اَلْخَيْرِ فِتْنَةً» فالخير الصحة و الغنى و الشر المرض و الفقر و قال بعض الزهاد الشر غلبة الهوى على النفس و الخير العصمة عن المعاصي «فِتْنَةً» أي ابتلاء و اختبار أو شدة تعبد «وَ إِلَيْنََا تُرْجَعُونَ» أي إلى حكمنا تردون للجزاء بالأعمال حسنها و سيئها.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست