responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 70

(1) -

الإعراب‌

«أَمِ اِتَّخَذُوا» أم هذه هي المنقطعة و ليست المعادلة لهمزة الاستفهام في مثل قولك أ زيد عندك أم عمرو و قوله «لَوْ كََانَ فِيهِمََا آلِهَةٌ إِلاَّ اَللََّهُ لَفَسَدَتََا» إلا هذه صفة لآلهة و تقديره غير الله‌عما يفعل ما هذه الأجود أن تكون مصدرية و يحتمل أن تكون اسما.

المعنى

ثم عاد سبحانه إلى توبيخ المشركين فقال «أَمِ اِتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ اَلْأَرْضِ» هذا استفهام معناه الجحد أي لم يتخذوا آلهة من الأرض «هُمْ يُنْشِرُونَ» أي يحيون الأموات عن مجاهد يقال أنشر الله الموتى فنشروا أي أحياهم فحيوا و هو من النشر بعد الطي لأن المحيا كأنه كان مطويا بالقبض عن الإدراك فأنشر بالحياة و المعنى في ذلك أن هؤلاء إذا كانوا لا يقدرون على الإحياء الذي من قدر عليه قدر على أن ينعم بالنعم التي يستحق بها العبادة فكيف يستحقون العبادة قال الزجاج و من قرأ ينشرون بفتح الياء فمعناه لا يموتون أبدا و يبقون أحياء أي لا يكون ذلك و أقول قد يجوز أن يكون ينشرون و ينشرون بمعنى يقال نشر الله الميت بمعنى أنشر ثم ذكر سبحانه الدلالة على توحيده و أنه لا يجوز أن يكون معه إله سواه فقال‌} «لَوْ كََانَ فِيهِمََا آلِهَةٌ إِلاَّ اَللََّهُ لَفَسَدَتََا» و معناه لو كان في السماء و الأرض آلهة سوى الله لفسدتا و ما استقامتا و فسد من فيهما و لم ينتظم أمرهم و هذا هو دليل التمانع الذي بنى عليه المتكلمون مسألة التوحيد و تقرير ذلك أنه لو كان مع الله سبحانه إله آخر لكانا قديمين و القدم من أخص الصفات فالاشتراك فيه يوجب التماثل فيجب أن يكونا قادرين عالمين حيين و من حق كل قادرين أن يصح كون أحدهما مريدا لضد ما يريده الآخر من إماتة و إحياء أو تحريك و تسكين أو إفقار و إغناء و نحو ذلك فإذا فرضنا ذلك فلا يخلو إما أن يحصل مرادهما و ذلك محال و إما أن لا يحصل مرادهما فينتقض كونهما قادرين و إما أن يقع مراد أحدهما و لا يقع مراد الآخر فينتقض كون من لم يقع مراده من غير وجه منع معقول قادرا فإذا لا يجوز أن يكون الإله إلا واحدا و لو قيل إنهما لا يتمانعان لأن ما يريده أحدهما يكون حكمة فيريده الآخر بعينه‌و الجواب أن كلامنا في صحة التمانع لا في وقوع التمانع و صحة التمانع يكفي في الدلالة لأنه يدل على أنه لا بد من أن يكون أحدهما متناهي المقدور فلا يجوز أن يكون إلها ثم نزه سبحانه نفسه عن أن يكون معه إله فقال «فَسُبْحََانَ اَللََّهِ رَبِّ اَلْعَرْشِ عَمََّا يَصِفُونَ» و إنما خص العرش لأنه أعظم المخلوقات و من قدر على أعظم المخلوقات كان قادرا على ما دونه‌} «لاََ يُسْئَلُ عَمََّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ» معناه أن جميع أفعاله حكمة و صواب و لا يقال للحكيم لم فعلت الصواب و هم يسألون لأنهم يفعلون الحق و الباطل و قيل معناه أنه لا يسأل عن ادعاء الربوبية و هم مسئولون إذا ادعوها و يدل على هذا التأويل النظم و السياق و قيل معناه لا يحاسب على أفعاله و هم يحاسبون على أفعالهم و قيل معناه أنه لا يسأله الملائكة و المسيح

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست