responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 47

(1) -

المعنى‌

ثم حكى سبحانه عن موسى (ع) «قََالَ» للسامري «فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي اَلْحَيََاةِ أَنْ تَقُولَ لاََ مِسََاسَ» و اختلف في معناه فقيل أنه أمر الناس بأمر الله أن لا يخالطوه و لا يجالسوه و لا يؤاكلوه تضييقا عليه و المعنى لك أن تقول لا أمس و لا أمس ما دمت حيا قال ابن عباس لك و لولدك و المساس فعال من المماسة و معنى لا مساس لا يمس بعضنا بعضا فصار السامري يهيم في البرية مع الوحش و السباع لا يمس أحدا و لا يمسه أحد عاقبه الله تعالى بذلك و كان إذا لقي أحدا يقول «لاََ مِسََاسَ» أي لا تقربني و لا تمسني و صار ذلك عقوبة له و لولده حتى أن بقاياهم اليوم يقولون ذلك و إن مس واحد من غيرهم واحدا منهم حم كلاهما في الوقت و قيل إن السامري خاف و هرب فجعل يهيم في البرية لا يجد أحدا من الناس يمسه حتى صار لبعده عن الناس كالقائل لا مساس عن الجبائي «وَ إِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ» أي وعدا لعذابك يعني يوم القيامة لن تخلف ذلك الوعد و لن يتأخر عنك قال الزجاج المعنى يكافيك الله على ما فعلت يوم القيامة «وَ اُنْظُرْ إِلى‌ََ إِلََهِكَ اَلَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عََاكِفاً» معناه و أنظر إلى معبودك الذي ظلت على عبادته مقيما يعني العجل «لَنُحَرِّقَنَّهُ» بالنار «ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي اَلْيَمِّ نَسْفاً» أي لنذرينه في البحرقال ابن عباس فحرقه ثم ذرأه في البحر و هذا يدل على أنه كان حيوانا لحما و دما و على القراءة الأخرى لنحرقنه أي لنبردنه بالمبرد يدل على أنه كان ذهبا و فضة و لم يصر حيوانا و نبه (ع) بذلك على أن ما يمكن سحقه أو إحراقه لا يصلح للعبادة و قال الصادق (ع) إن موسى (ع) هم بقتل السامري فأوحى الله سبحانه إليه لا تقتله يا موسى فإنه سخي‌ ثم أقبل موسى على قومه فقال‌} «إِنَّمََا إِلََهُكُمُ اَللََّهُ اَلَّذِي لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ» أي هو الذي يستحق العبادة «وَسِعَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ عِلْماً» أي يعلم كل شي‌ء علما تاما و هي لفظة عجيبة في الفصاحة و في ذلك دلالة على أن المعدوم يسمى شيئا لكونه معلوما ثم قال الله لنبيه ص‌} «كَذََلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبََاءِ مََا قَدْ سَبَقَ» أي مثل ما قصصنا عليك يا محمد من نبأ موسى و قومه و نقص عليك من أخبار ما قد مضى و تقدم من الأمم و الأمور «وَ قَدْ آتَيْنََاكَ مِنْ لَدُنََّا ذِكْراً» يعني القرآن لأن فيه ذكر كل ما يحتاج إليه من أمور الدين ثم أوعد سبحانه على الإعراض عنه و ترك الإيمان به فقال‌} «مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ وِزْراً» أي حملا ثقيلا من الإثم يشق عليه حمله لما فيه من العقوبة كما يشق حمل الثقيل‌} «خََالِدِينَ فِيهِ» أي في عذاب ذلك الوزر و جزائه و هو الخلود في النار «وَ سََاءَ لَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ حِمْلاً» تقديره ساء الحمل حملا و الحمل بمعنى المحمول أي بئس الوزر هذا الوزر لهم يوم القيامة قال الكلبي بئس ما حملوا على أنفسهم من المأثم كفرهم بالقرآن } «يَوْمَ يُنْفَخُ فِي اَلصُّورِ» هو بدل من يوم القيامة و قد سبق معناه «نَحْشُرُ اَلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً» قال ابن عباس يريد بالمجرمين الذين‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست