و الغبيطات مفعولة و الطعنة فاعلة فقلب و من أغلاطهم قول الراجز:
جارية لم تعلم المرققا # و لم تذق من البقول الفستقا
فظن الفستق من البقول فأما قول خداش بن زهير :
و تركت خيلا لا هوادة بينها # و تشقى الرماح بالضيا طرة الحمر
فذهب كثير من العلماء إلى أن المعنى و تشقى الضياطرة الحمر بالرماح فقلب و ليس الأمر كذلك و إنما أراد أن رماحهم تشرف عن هؤلاء الضياطرة فإذا طعنوا بها فقد شقيت الرماح لأن منزلتها أرفع من أن يطعنوا بها و قالوا أيضا في قول زهير :
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم # كأحمر عاد ثم تنتج فتتئم
أنه غلط فنسبه إلى عاد و إنما هو أحمر ثمود و هذا أيضا ليس بغلط فإن ثمود يسمى عادا الآخرة لقوله تعالى وَ أَنَّهُ أَهْلَكَ عََاداً اَلْأُولىََ و قيل إنما سموا ثمود لأن الله تعالى أهلك عادا و بقيت منهم بقية تناسلوا فهم ثمود و اشتق لهم هذا الاسم من الثمد و هو الماء القليل لأنهم قلوا عن عدد عاد الأولى و إذا جاء في الشعر ما يجري مجرى الغلط فلا يجوز أن يحمل كلام الله تعالى عليه.
ـ
المعنى
«إِنَّ قََارُونَ كََانَ مِنْ قَوْمِ مُوسىََ » أي كان من بني إسرائيل ثم من سبط موسى و هو ابن خالته عن عطا عن ابن عباس و روي ذلك عن أبي عبد الله (ع) و قيل كان
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 415