responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 406

406

(1) - أَسْرَفُوا عَلى‌ََ أَنْفُسِهِمْ لاََ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اَللََّهِ الآية فلم يسلم أبو طالب و أسلم وحشي و رووا ذلك عن ابن عباس و غيره و في هذا نظر كما ترى فإن النبي ص لا يجوز أن يخالف الله سبحانه في إرادته كما لا يجوز أن يخالفه في أوامره و نواهيه و إذا كان الله تعالى على ما زعم القوم لم يرد إيمان أبي طالب و أراد كفره و أراد النبي ص إيمانه فقد حصل غاية الخلاف بين إرادتي الرسول ص و المرسل فكأنه سبحانه يقول على مقتضى اعتقادهم إنك يا محمد تريد إيمانه و لا أريد إيمانه و لا أخلق فيه الإيمان مع تكفله بنصرتك و بذل مجهوده في إعانتك و الذب عنك و محبته لك و نعمته عليك و تكره أنت إيمان وحشي لقتله عمك حمزة و أنا أريد إيمانه و أخلق في قلبه الإيمان و في هذا ما فيه و قد ذكرنا في سورة الأنعام أن أهل البيت ع قد أجمعوا على أن أبا طالب مات مسلما و تظاهرت الروايات بذلك عنهم و أوردنا هناك طرفا من أشعاره الدالة على تصديقه للنبي ص و توحيده فإن استيفاء ذلك جميعه لا تتسع له الطوامير و ما روي من ذلك في كتب المغازي و غيرها أكثر من أن يحصى يكاشف فيها من كاشف النبي ص و يناضل عنه و يصحح نبوته‌و قال بعض الثقات إن قصائده في هذا المعنى التي تنفث في عقد السحر و تغبر في وجه شعراء الدهر يبلغ قدر مجلد و أكثر من هذا و لا شك في أنه لم يختر تمام مجاهرة الأعداء استصلاحا لهم و حسن تدبيره في دفع كيادهم لئلا يلجئوا الرسول إلى ما ألجئوه إليه بعد موته.

المعنى‌

لما تقدم ذكر الرسول و القرآن و أنه أنزل هدى للخلق بين سبحانه أنه ليس عليه الاهتداء و إنما عليه البلاغ و الأداء فقال «إِنَّكَ» يا محمد «لاََ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ» هدايته و قيل من أحببته لقرابته و المراد بالهداية هنا اللطف الذي يختار عنده الإيمان فإنه لا يقدر عليه إلا الله تعالى لأنه إما أن يكون من فعله خاصة أو بإعلامه و لا يعلم ما يصلح المرء في دينه إلا الله تعالى فإن الهداية التي هي الدعوة و البيان قد أضافها سبحانه إليه في قوله‌ وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‌ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ و قيل إن المراد بالهداية في الآية الإجبار على الاهتداء أي أنت لا تقدر على ذلك و قيل معناه ليس عليك اهتداؤهم و قبولهم الحق «وَ لََكِنَّ اَللََّهَ يَهْدِي مَنْ يَشََاءُ» بلطفه و قيل على وجه الإجبار «وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» أي القابلين للهدى فيدبر الأمور على ما يعلمه من صلاح العباد ثم قال سبحانه حاكيا عن الكفار} «وَ قََالُوا إِنْ نَتَّبِعِ اَلْهُدى‌ََ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنََا» أي نستلب من أرضنا يعني أرض مكة و الحرم و قيل إنما قاله الحرث بن نوفل بن عبد مناف فإنه قال للنبي ص إنا لنعلم أن قولك حق و لكن يمنعنا أن نتبع الهدى معك و نؤمن بك مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا و لا طاقة لنا بالعرب فقال سبحانه رادا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست