نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 398
(1) - و لأهل الحق و الإنصاف و هذا كما يقال على سبيل المظاهرة الله أعلم بالمحق منا و المبطل و حجتي ظاهرة فأكثرها إن قدرت على ذلك «إِنَّهُ لاََ يُفْلِحُ اَلظََّالِمُونَ» أي لا يفوز بالخير من ظلم نفسه و عصى ربه و كفر نعمه «وَ قََالَ فِرْعَوْنُ » منكرا لما أتى به موسى من آيات الله لما أعياه الجواب و عجز عن محاجته «يََا أَيُّهَا اَلْمَلَأُ» يريد أشراف قومه «مََا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلََهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يََا هََامََانُ عَلَى اَلطِّينِ» أي فأجج النار على الطين و اتخذ الآجر و قيل أنه أول من اتخذ الآجر و بنى به عن قتادة «فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً» أي قصرا و بناء عاليا «لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلىََ إِلََهِ مُوسىََ » أي أصعد إليه و أشرف عليه و أقف على حاله و هذا تلبيس من فرعون و إيهام على العوام أن الذي يدعو إليه موسى يجري مجراه في الحاجة إلى المكان و الجهة «وَ إِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ اَلْكََاذِبِينَ» في ادعائه إلها غيري و أنه رسوله} «وَ اِسْتَكْبَرَ هُوَ وَ جُنُودُهُ فِي اَلْأَرْضِ بِغَيْرِ اَلْحَقِّ» أي رفع فرعون و جنوده أنفسهم في الأرض فوق مقدارها بالباطل و الظلم و أنفوا و تعظموا عن قبول الحق في اتباع موسى «وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنََا لاََ يُرْجَعُونَ» أي أنكروا البعث و شكوا فيه} «فَأَخَذْنََاهُ وَ جُنُودَهُ فَنَبَذْنََاهُمْ فِي اَلْيَمِّ» أي فعاقبناهم و طرحناهم في البحر و أهلكناهم بالغرق و عنى باليم نيل مصر و قيل بحر من وراء مصر يقال له إساف غرقهم الله فيه «فَانْظُرْ كَيْفَ كََانَ عََاقِبَةُ اَلظََّالِمِينَ» أي تفكر و تدبر و أنظر بعين قلبك كيف أخرجناهم من ديارهم و أغرقناهم} «وَ جَعَلْنََاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى اَلنََّارِ» و هذا يحتاج إلى تأويللأنه ظاهره يوجب أنه تعالى جعلهم أئمة يدعون إلى النار كما جعل الأنبياء أئمة يدعون إلى الجنة و هذا ما لا يقول به أحد فالمعنى أنه أخبر عن حالهم بذلك و حكم بأنهم كذلك و قد تحصل الإضافة على هذا الوجه بالتعارف و يجوز أن يكون أراد بذلك أنه لما أظهر حالهم على لسان أنبيائه حتى عرفوا فكأنه جعلهم كذلك و معنى دعائهم إلى النار أنهم يدعون إلى الأفعال التي يستحق بها دخول النار من الكفر و المعاصي «وَ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ لاََ يُنْصَرُونَ» أي لا ينصر بعضهم لبعض و لا ينصرهم غيرهم يوم القيامة كما كانوا يتناصرون في الدنيا} «وَ أَتْبَعْنََاهُمْ فِي هََذِهِ اَلدُّنْيََا لَعْنَةً» أي أردفناهم لعنة بعد لعنة و هي البعد عن الرحمة و الخيرات و قيل معناه ألزمناهم اللعنة في هذه الدنيا بأن أمرنا المؤمنين بلعنهم فلعنوهم عن أبي عبيدة «وَ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ هُمْ مِنَ اَلْمَقْبُوحِينَ» أي من المهلكين عن الأخفش و قيل من المشوهين في الخلقة بسواد الوجوه و زرقة الأعين عن الكلبي عن ابن عباس و قيل من الممقوتين المفضوحين.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 398