responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 38

(1) -

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن حال بني إسرائيل فقال «وَ لَقَدْ أَوْحَيْنََا إِلى‌ََ مُوسى‌ََ » بعد ما رأى فرعون من الآيات فلم يؤمن هو و لا قومه «أَنْ أَسْرِ بِعِبََادِي» أي سر بهم ليلا من أرض مصر «فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي اَلْبَحْرِ يَبَساً» أي اجعل لهم طريقا في البحر يابسا بضربك العصا لينفلق البحر فعدي الضرب إلى الطريق لما دخله هذا المعنى فكأنه قد ضرب الطريق كما يضرب الدينار «لاََ تَخََافُ دَرَكاً وَ لاََ تَخْشى‌ََ» أي لا تخاف أن يدركك فرعون من خلفك و لا تخشى من البحر غرقا و من قرأ لا تخف بالجزم فمعناه لا تخف أن يدركك فرعون و أنت لا تخشى شيئا من أمر البحر مثل قوله‌ يُوَلُّوكُمُ اَلْأَدْبََارَ ثُمَّ لاََ يُنْصَرُونَ و يجوز أن يكون في موضع الجزم على نحو ما ذكرناه في الحجة «فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ» معناه ألحق جنوده بهم و بعث بجنوده خلفهم و في أثرهم و في الكلام حذف الهم فعلوا ذلك فدخل موسى و قومه البحر ثم اتبعهم فرعون بجنوده «فَغَشِيَهُمْ مِنَ اَلْيَمِّ مََا غَشِيَهُمْ» أي جاءهم من البحر ما جاءهم و لحقهم منه ما لحقهم و فيه تعظيم للأمر و معناه غشيهم الذي عرفتموه و سمعتم به و مثله قول أبي النجم

"أنا أبو النجم و شعري شعري"

أي شعري الذي سمعت به و علمته أي هلك فرعون و نجي موسى هذا كان عاقبة أمرهم فليعتبر المعتبرون بهم‌} «وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ مََا هَدى‌ََ» أي صرفهم عن الهدى و الحق و ما هداهم إلى الخير و الرشد و طريق النجاة و إنما قال «وَ مََا هَدى‌ََ» بعد قوله «أَضَلَّ» ليتبين أنه استمر على ذلك و ما زال يضلهم و لا يهديهم و حسن حذف المفعول لمكان رأس الآية و إنما قال سبحانه تكذيبا لقول فرعون لقومه‌ وَ مََا أَهْدِيكُمْ إِلاََّ سَبِيلَ اَلرَّشََادِ ثم خاطب سبحانه بني إسرائيل و عدد نعمه عليهم فقال‌} «يََا بَنِي إِسْرََائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنََاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ» فرعون بمرأى منكم «وَ وََاعَدْنََاكُمْ جََانِبَ اَلطُّورِ اَلْأَيْمَنَ» و هو أن الله تعالى وعد موسى بعد أن أغرق فرعون ليأتي جانب الطور الأيمن فيؤتيه التوراة فيها بيان الشرائع و الأحكام و ما يحتاجون إليه‌ «وَ نَزَّلْنََا عَلَيْكُمُ اَلْمَنَّ وَ اَلسَّلْوى‌ََ» يعني في التيه و قد مر بيان ذلك في سورة البقرة } «كُلُوا مِنْ طَيِّبََاتِ مََا رَزَقْنََاكُمْ» صورته صورة الأمر و المراد به الإباحة «وَ لاََ تَطْغَوْا فِيهِ» أي فلا تتعدوا فيه فتأكلوه على الوجه المحرم عليكم و قيل إن المعنى لا تتجاوزوا عن الحلال إلى الحرام و قيل معناه لا تتناولوا من الحلال للاستعانة به على المعصية «فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي» أي فيجب عليكم عقوبتي و من ضم الحاء فالمعنى فينزل عليكم عقوبتي «وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى‌ََ» أي هلك لأن من هوى من علو إلى سفل فقد هلك و قيل فقد هوى إلى النار قال الزجاج فقد صار إلى الهاوية} «وَ إِنِّي لَغَفََّارٌ» و هو فعال من المغفرة «لِمَنْ تََابَ» من الشرك «وَ آمَنَ» بالله و رسوله «وَ عَمِلَ صََالِحاً» أي‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست