نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 370
(1) - يكون بالاختيار و لا يكون بالطباع} «وَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي اَلصُّورِ» منصوب بتقدير و اذكر يوم ينفخ إسرافيل بأمر الله تعالى في الصور و ذلك اليوم الذي يقع عليهم القول بما ظلموا و يجوز أن يكون على حذف في الكلام و التقدير و يوم ينفخ في الصور و تكون النشأة الثانية و اختلف في معنى الصور فقيل هو صور الخلق جمع صورة عن الحسن و قتادة و يكون معناه يوم ينفخ الروح في الصور فيبعثون و قيل هو قرن ينفخ فيه شبه البوق عن مجاهد و قد ورد ذلك في الحديث «فَفَزِعَ مَنْ فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ مَنْ فِي اَلْأَرْضِ» أي ماتوا لشدة الخوف و الفزع يدل عليه قوله في موضع آخر فَصَعِقَ مَنْ فِي اَلسَّمََاوََاتِ الآية و قيل هي ثلاث نفخات الأولى نفخة الفزع و الثانية نفخة الصعق و الثالثة نفخة القيام لرب العالمين «إِلاََّ مَنْ شََاءَ اَللََّهُ» من الملائكة الذين يثبت الله قلوبهم و هم جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل و قيل يعني الشهداء فإنهم لا يفزعون في ذلك اليوم و روي ذلك في خبر مرفوع«وَ كُلٌّ» من الأحياء الذين ماتوا ثم أحيوا «أَتَوْهُ» أي يأتونه في المحشر «دََاخِرِينَ» أي أذلاء صاغرين عن ابن عباس و قتادة } «وَ تَرَى اَلْجِبََالَ تَحْسَبُهََا جََامِدَةً» أي واقفة مكانها لا تسير و لا تتحرك في مرأى العين «وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ اَلسَّحََابِ» أي تسير سيرا حثيثا مثل سير السحاب عن ابن عباس و في مثل هذا المعنى قول النابغة الجعدي يصف جيشا
بأرعن مثل الطود تحسب أنهم # وقوف لحاج و الركاب تهملج
أي تحسب أنهم وقوف من أجل كثرتهم و التفافهم فكذلك المعنى في الجبال إنك لا ترى سيرها لبعد أطرافها كما لا ترى سير السحاب إذا انبسط لبعد أطرافه و ذلك إذا أزيلت الجبال عن أماكنها للتلاشي كما في قوله وَ تَكُونُ اَلْجِبََالُ كَالْعِهْنِ اَلْمَنْفُوشِ«صُنْعَ اَللََّهِ» أي صنع الله ذلك صنعا و انتصب بما دل عليه ما تقدمه من قوله «وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ اَلسَّحََابِ» و ذكر اسم الله لأنه لم يأت ذكره فيما قبل و إنما دل عليه «اَلَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ» أي خلق كل شيء على وجه الإتقان و الإحكام و الاتساققال قتادة أي أحسن كل شيء خلقه و قيل الإتقان حسن في إيثاق «إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمََا تَفْعَلُونَ» أي عليم بما يفعل أعداؤه من المعصية و بما يفعل أولياؤه من الطاعة ثم بين سبحانه كيفية الجزاء على أفعال الفريقين فقال} «مَنْ جََاءَ بِالْحَسَنَةِ» أي بكلمة التوحيد و الإخلاص عن قتادة و قيل بالإيمان عن النخعي و كان يحلف و لا يستثني أن الحسنة لا إله إلا الله و المعنى من وافى يوم القيامة بالإيمان «فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهََا» قال ابن عباس أي فمنها
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 370