responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 365

(1) - الدين يوم القيامة و أشار بذلك إلى شيئين (أحدهما) أن الحكم له فلا ينفذ حكم غيره فيوصل إلى كل ذي حق حقه (و الآخر) أنه وعد المظلوم بالانتصاف من الظالم «وَ هُوَ اَلْعَزِيزُ» القادر على ما يشاء لا يمتنع عليه شي‌ء «اَلْعَلِيمُ» بالمحق و المبطل فيجازي كلا بحسب عمله و في هذه الآية تسلية للمحقين من الذين خولفوا في أمور الدين و أن أمرهم يؤول إلى أن يحكم بينهم رب العالمين ثم خاطب سبحانه نبيه ص فقال‌} «فَتَوَكَّلْ عَلَى اَللََّهِ» يا محمد «إِنَّكَ عَلَى اَلْحَقِّ اَلْمُبِينِ» أي الواضح البين الظاهر و المحق أولى بالتوكل من المبطل المدغل و المراد بهذا الخطاب سائر المؤمنين و إن كان في الظاهر لسيد المرسلين ثم شبه الكفار بالموتى فقال «إِنَّكَ لاََ تُسْمِعُ اَلْمَوْتى‌ََ» يقول كما لا تسمع الميت الذي ليس له آلة السمع النداء كذلك لا تسمع الكافر النداء لأنه لا يسمع و لا يقبل الموعظة و لا يتدبر فيها «وَ لاََ تُسْمِعُ اَلصُّمَّ اَلدُّعََاءَ إِذََا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ» إنما قال ذلك لأن الأصم إذا كان قريبا فالإنسان يطمع في إسماعه‌فإذا أعرض و أدبر و تباعد انقطع الطمع في إسماعه فجعل سبحانه المصمم على الجهل كالميت في أنه لا يقبل الهدى و كالأصم في أنه لا يسمع الدعاء} «وَ مََا أَنْتَ بِهََادِي اَلْعُمْيِ عَنْ ضَلاََلَتِهِمْ» في الدين بالآيات الدالة على الهدى إذا أعرضوا عنها كما لا يمكنك أن تهدي الأعمى إلى قصد الطريق جعل سبحانه الجهل بمنزلة العمى لأنه يمنع عن إدراك الحق كما يمنع العمى من إدراك المبصرات «إِنْ تُسْمِعُ إِلاََّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيََاتِنََا» أي ما يسمع إلا من يطلب الحق بالنظر في آياتنا «فَهُمْ مُسْلِمُونَ» أي مستسلمون منقادون جعل سبحانه استماعهم و قبولهم الحق سماعا و تركهم للقبول تركا للسماع و قيل مسلمون أي موحدون مخلصون «وَ إِذََا وَقَعَ اَلْقَوْلُ عَلَيْهِمْ» أي وجب العذاب و الوعيد عليهم و قيل معناه إذا صاروا بحيث لا يفلح أحد منهم و لا أحد بسببهم عن مجاهد و قيل معناه إذا غضب الله عليهم من قتادة و قيل معناه إذا أنزل العذاب بهم عند اقتراب الساعة فسمي المقول قولا كما يقال جاء الخبر الذي قلت و يراد به المخبر قال أبو سعيد الخدري و ابن عمر إذا لم يأمروا بالمعروف و لم ينهوا عن المنكر وجب السخط عليهم و أخذوا بمبادئ العقاب منها قوله «أَخْرَجْنََا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ اَلْأَرْضِ» تخرج بين الصفا و المروة فتخبر المؤمن بأنه مؤمن و الكافر بأنه كافر و عند ذلك يرتفع التكليف و لا تقبل التوبة و هو علم من أعلام الساعة و قيل لا يبقى مؤمن إلا مسحته و لا يبقى منافق إلا خطمته تخرج ليلة جمع و الناس يسيرون إلى منى عن ابن عمر و روى محمد بن كعب القرظي قال سئل علي صلوات الرحمن عليه من الدابة فقال‌أما و الله ما لها ذنب و إن لها للحية و في هذا إشارة إلى أنها من الإنس و روي عن ابن عباس أنها دابة من دواب الأرض لها زغب و ريش و لها ربع قوائم و عن حذيفة عن النبي ص قال دابة الأرض طولها ستون ذراعا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست