responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 325

(1) - التقديم فلا يجوز أن يعمل فيه الخبر لأن الخبر بعده و ذلك أنه موضوع على أنه جواب مستخبر.

ـ

المعنى‌

لما أخبر الله سبحانه أن القرآن ليس مما تتنزل به الشياطين و أنه وحي من الله عقبه بذكر من تنزل عليه الشياطين فقال‌} «هَلْ أُنَبِّئُكُمْ» أي هل أخبركم «عَلى‌ََ مَنْ تَنَزَّلُ اَلشَّيََاطِينُ ` تَنَزَّلُ عَلى‌ََ كُلِّ أَفََّاكٍ أَثِيمٍ» أي إنما يتنزل الشياطين على كل كذاب فاجر عامل بالمعاصي و هم الكهنة و قيل طليحة و مسيلمة عن مقاتل و لست بكذاب و لا أثيم فلا يتنزل عليك الشياطين و إنما يتنزل عليك الملائكة} «يُلْقُونَ اَلسَّمْعَ» معناه أن الشياطين يلقون ما يسمعونه إلى الكهنة و الكذابين و يخلطون به كثيرا من الأكاذيب و يوحونه إليهم «وَ أَكْثَرُهُمْ» أي و أكثر الشياطين «كََاذِبُونَ» و قيل أكثر الكهنة كاذبون قال الحسن هم الذين يسترقون السمع من الملائكة فيلقون إلى الكهنة و هذا كان قبل أن أوحي إلى النبي ص و بعد ذلك فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} «وَ اَلشُّعَرََاءُ يَتَّبِعُهُمُ اَلْغََاوُونَ» قال ابن عباس يريد شعراء المشركين و ذكر مقاتل أسماءهم فقال منهم عبد الله بن الزبعري السهمي و أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب و هبيرة بن أبي وهب المخزومي و مسافع بن عبد مناف الجمحي و أبو عزة عمرو بن عبد الله كلهم من قريش و أمية بن أبي الصلت الثقفي تكلموا بالكذب و الباطل و قالوا نحن نقول مثل ما قال محمد ص و قالوا الشعر و اجتمع إليهم غواة من قومهم يستمعون أشعارهم و يروون عنهم حين يهجون النبي ص و أصحابه فذلك قوله «يَتَّبِعُهُمُ اَلْغََاوُونَ» و قيل الغاوون الشياطين عن قتادة و مجاهد و قيل أراد بالشعراء الذين غلبت عليهم الأشعار حتى اشتغلوا بها عن القرآن و السنة و قيل هم الشعراء الذين إذا غضبوا سبوا و إذا قالوا كذبوا و إنما صار الأغلب عليهم الغي لأن الغالب عليهم الفسق فإن الشاعر يصدر كلامه بالتشبيب ثم يمدح للصلة و يهجو على حمية الجاهلية فيدعوه ذلك إلى الكذب و وصف الإنسان بما ليس فيه من الفضائل و الرذائل و قيل إنهم القصاص الذين يكذبون في قصصهم و يقولون ما يخطر ببالهم و في تفسير علي بن إبراهيم أنهم الذين يغيرون دين الله تعالى و يخالفون أمره قال و هل رأيتم شاعرا قط تبعه أحد إنما عنى بذلك الذين وضعوا دينا بآرائهم فتبعهم الناس على ذلك‌ و روى العياشي بالإسناد عن أبي عبد الله (ع) قال هم قوم تعلموا و تفقهوا بغير علم فضلوا و أضلوا «أَ لَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وََادٍ يَهِيمُونَ» أي في كل فن من الكذب يتكلمون و في كل لغو يخوضون يمدحون و يذمون بالباطل عن ابن عباس و قتادة و المعنى أنهم لما يغلب عليهم من الهوى كالهائم على وجهه في كل واد يعني فيخوضون في كل فن من الكلام و المعاني التي تعن لهم و يريدونها فالوادي مثل لفنون الكلام و هيمانهم فيه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست