نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 279
(1) - «اَلَّذِي جَعَلَ فِي اَلسَّمََاءِ بُرُوجاً» يريد منازل النجوم السبعة السيارة التي هي زحل و المشتري و المريخ و الشمس و الزهرة و عطارد و القمر و هي اثنا عشر برجا الحمل و الثور و الجوزاء و السرطان و الأسد و السنبلة و الميزان و العقرب و القوس و الجدي و الدلو و الحوت و قيل هي النجوم الكبار عن الحسن و مجاهد و قتادة و سميت بروجا لظهورها «وَ جَعَلَ فِيهََا سِرََاجاً» يعني الشمس و من قرأ سرجا أراد الشمس و الكواكب معها «وَ قَمَراً مُنِيراً» أي مضيئا بالليل إذا لم تكن شمس} «وَ هُوَ اَلَّذِي جَعَلَ اَللَّيْلَ وَ اَلنَّهََارَ خِلْفَةً» أي يخلف كل واحد منهما صاحبه فيما يحتاج أن يعمل فيه فمن فاته عمل الليل استدركه بالنهار و من فاته عمل النهار استدركه بالليل و هو قوله «لِمَنْ أَرََادَ أَنْ يَذَّكَّرَ» عن عمر بن الخطاب و ابن عباس و الحسن و روي ذلك عن أبي عبد الله (ع) قال تقضي صلاة النهار بالليل و صلاة الليل بالنهار و قيل معناه أنه جعل كل واحد منهما مخالفا لصاحبه فجعل أحدهما أسود و الآخر أبيض عن مجاهد «لِمَنْ أَرََادَ أَنْ يَذَّكَّرَ» أي يتفكر و يستدل بذلك على أن لهما مدبرا و مصرفا لا يشبههما و لا يشبهانه فيوجه العبادة إليه «أَوْ أَرََادَ شُكُوراً» يقال شكر يشكر شكرا و شكورا أي أراد شكر نعمة ربه عليه فيهما و على القول الأول فمعناه أو أراد النافلة بعد أداء الفريضة} «وَ عِبََادُ اَلرَّحْمََنِ» يريد أفاضل عباده و هذه إضافة التخصيص و التشريف كما يقال ابني من يطيعني أي ابني الذي أنا عنه راض و يكون توبيخا لأولاده الذين لا يطيعونه «اَلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى اَلْأَرْضِ هَوْناً» أي بالسكينة و الوقار و الطاعة غير أشرين و لا مرحين و لا متكبرين و لا مفسدين عن ابن عباس و مجاهد و قال أبو عبد الله (ع) هو الرجل يمشي بسجيته التي جبل عليها لا يتكلف و لا يتبختر
و قيل معناه حلماء علماء لا يجهلون و إن جهل عليهم عن الحسن و قيل أعفاء أتقياء عن الضحاك «وَ إِذََا خََاطَبَهُمُ اَلْجََاهِلُونَ» بما يكرهونه أو يثقل عليهم «قََالُوا» في جوابه «سَلاََماً» أي سدادا من القول لا يقابلونهم بمثل قولهم من الفحش عن مجاهد و قيل سلاما أي قولا يسلمون فيه من الإثم أو سلموا عليهم دليله قوله وَ إِذََا سَمِعُوا اَللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قََالُوا لَنََا أَعْمََالُنََا وَ لَكُمْ أَعْمََالُكُمْ سَلاََمٌ عَلَيْكُمْ و قال قتادة كانوا لا يجاهلون أهل الجهلو قال ابن عباس لا يجهلون مع من يجهل قال الحسن هذه صفة نهارهم إذا انتشروا في الناس و ليلهم خير ليل إذا خلوا فيما بينهم و بين ربهم يراوحون بين أطوافهم و هو قوله} «وَ اَلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِيََاماً» قال الزجاج كل من أدركه الليل فقد بات نام أو لم ينم و المعنى يبيتون لربهم بالليل في الصلاة ساجدين و قائمين طالبين لثواب ربهم فيكونون سجدا في مواضع السجود و قياما في مواضع القيام} «وَ اَلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اِصْرِفْ عَنََّا عَذََابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذََابَهََا كََانَ غَرََاماً» أي يدعون بهذا القول و غراما أي لازما ملحا دائما غير مفارق} «إِنَّهََا سََاءَتْ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 279