نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 273
(1) -
المعنى
«وَ لَوْ شِئْنََا لَبَعَثْنََا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً» ينذرهم و لكن بعثناك يا محمد إلى القرى كلها رسولا لعظيم منزلتك لدينا و النذير هو الداعي إلى ما يؤمن معه الخوف من العقاب و قيل إنه إخبار عن قدرته سبحانه و المعنى لو شئنا لقسمنا بينهم النذر كما قسمنا الأمطار بينهم و لكنا نفعل ما هو الأصلح لهم و الأعود عليهم في دينهم و دنياهم فبعثناك إليهم كافة} «فَلاََ تُطِعِ اَلْكََافِرِينَ» فيما يدعونك إليه من المداهنة و الإجابة إلى ما يريدون «وَ جََاهِدْهُمْ» في الله «بِهِ» أي بالقرآن عن ابن عباس «جِهََاداً كَبِيراً» أي تاما شديدا و في هذا دلالة على أن من أجل الجهاد و أعظمه منزلة عند الله سبحانهجهاد المتكلمين في حل شبه المبطلين و أعداء الدين و يمكن أن يتأول عليه قوله رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر«وَ هُوَ اَلَّذِي مَرَجَ اَلْبَحْرَيْنِ» أي أرسلهما في مجاريهما و خلاهما كما يرسل الخيل في المرج و هما يلتقيان فلا يختلط الملح بالعذب و لا العذب بالملح و هو قوله «هََذََا» يعني أحد البحرين «عَذْبٌ فُرََاتٌ» أي طيب شديد الطيب «وَ هََذََا مِلْحٌ أُجََاجٌ» شديد الملوحة و قيل الفرات البارد و الأجاج الحار و قيل الأجاج المر عن قتادة «وَ جَعَلَ بَيْنَهُمََا بَرْزَخاً» أي حجابا و حاجزا من قدرة الله تعالى يمنعها من الاختلاط «وَ حِجْراً مَحْجُوراً» أي حراما محرما أن يفسد الملح العذب} «وَ هُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمََاءِ بَشَراً» أي خلق من النطفة إنسانا و قيل أراد به آدم (ع) فإنه خلق من التراب الذي خلق من الماء و قيل أراد به أولاد آدم فإنهم المخلوقون من الماء «فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً» أي فجعله ذا نسب و صهر و الصهر حرمة الختونة و قيل النسب الذي لا يحل نكاحه و الصهر النسب الذي يحل نكاحه كبنات العم و الخال عن الفراء و قيل النسب سبعة أصناف و الصهر خمسة ذكرهم الله في قوله «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهََاتُكُمْ» عن قتادة و الضحاك و قد تقدم بيانه في سورة النساء و قيل النسب البنون و الصهر البنات اللاتي يستفيد الإنسان بهن الأصهار فكأنه قال فجعل منه البنين و البنات و قال ابن سيرين نزلت في النبي ص و علي بن أبي طالب زوج فاطمة (ع) عليا (ع) فهو ابن عمه و زوج ابنته فكان نسبا و صهرا «وَ كََانَ رَبُّكَ قَدِيراً» أي قادرا على ما أراد ثم أخبر سبحانه عن الكفار فقال} «وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ مََا لاََ يَنْفَعُهُمْ وَ لاََ يَضُرُّهُمْ» من الأصنام و الأوثان «وَ كََانَ اَلْكََافِرُ عَلىََ رَبِّهِ ظَهِيراً» الظهير العون و المعين أي معينا للشيطان على ربه بالمعاصي عن الحسن و مجاهد و قال الزجاج لأنه يتابع الشيطان و يعاونه على معصية الله فإن عبادتهم الأصنام معاونة للشيطان و قيل ظهيرا أي هينا كالمطرح من قولهم ظهر فلان بحاجته إذا جعلها خلف ظهره فلم يلتفت إليها و استهان بها و الظهير بمعنى المظهور و هو المتروك المستخف به و منه قوله «وَ اِتَّخَذْتُمُوهُ وَرََاءَكُمْ ظِهْرِيًّا» و الأول أوجه و قالوا عنى بالكافر أبا جهل } «وَ مََا
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 273