responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 270

(1) - و سعيد بن جبير و جعله ممدودا لأنه لا شمس معه كما قيل في ظل الجنة ممدودا إذا لم تكن معه الشمس و قال أبو عبيدة الظل ما نسخته الشمس‌و هو بالغداة و الفي‌ء من وقت غروب الشمس إلى وقت طلوعها فيكون الظل بالليل لأنه ظل الأرض عن الجبائي و البلخي «وَ لَوْ شََاءَ لَجَعَلَهُ سََاكِناً» أي مقيما دائما لا يزول و لا تنسخه الشمس يقال فلان يسكن بلد كذا إذا أقام به فهو مثل قوله سبحانه‌ قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اَللََّهُ عَلَيْكُمُ اَللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى‌ََ يَوْمِ اَلْقِيََامَةِ الآية في المعنى و في هذا إشارة إلى أنه قادر على تسكين الشمس حتى يبقى الظل ممدودا بخلاف ما يقوله الفلاسفة «ثُمَّ جَعَلْنَا اَلشَّمْسَ عَلَيْهِ» أي على الظل «دَلِيلاً» قال ابن عباس تدل الشمس على الظل بمعنى أنه لو لا الشمس لما عرف الظل و لو لا النور لما عرفت الظلمة و كل الأشياء تعرف بأضدادها و قيل معناه ثم جعلنا الشمس عليه دليلا بإذهابها إياه عند مجيئها عن ابن زيد و قيل لأن الظل يتبع الشمس في طوله و قصره كما يتبع السائر الدليل فإذا ارتفعت الشمس قصر الظل و إذا انحطت الشمس طال الظل و قيل إن على هنا بمعنى مع فالمعنى ثم جعلنا الشمس مع الظل دليلا على وحدانيتنا} «ثُمَّ قَبَضْنََاهُ إِلَيْنََا قَبْضاً يَسِيراً» أي قبضنا الظل بارتفاع الشمس لأن الشمس كلما تعلو ينقص الظل فجعل سبحانه ذلك قبضا و أخبر أن ذلك يسير بمعنى أنه سهل عليه لا يعجزه قال الكلبي إذا طلعت الشمس قبض الله الظل قبضا خفيا و المعنى ثم جمعنا أجزاء الظل المنبسط بتسليط الشمس عليه حتى ننسخها شيئا فشيئا و قيل معناه ثم قبضنا الظل بغروب الشمس إلينا أي إلى الموضع الذي حكمنا بكون الظل فيه.

قبضا يسيرا أي خفيا و إنما قيل ذلك لأن الظل لا يذهب بغروب الشمس دفعة بل يذهب جزءا فجزأ بحدوث الظلام فكلما حدث جزء من الظلام نقص جزء من الظل‌} «وَ هُوَ اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اَللَّيْلَ لِبََاساً» أي غطاء ساترا للأشياء بالظلام كاللباس الذي يشتمل على لابسه فالله سبحانه ألبسنا الليل و غشانا به لنسكن و نستريح من كد الأعمال كما قال في موضع آخر لِتَسْكُنُوا فِيهِ «وَ اَلنَّوْمَ سُبََاتاً» أي راحة لأبدانكم و قطعا لأعمالكم قال الزجاج السبات أن ينقطع عن الحركة و الروح في بدنه «وَ جَعَلَ اَلنَّهََارَ نُشُوراً» لانتشار الروح باليقظة فيه مأخوذ من نشور البعث و قيل لأن الناس ينتشرون فيه لطلب حوائجهم و معايشهم فيكون النشور هنا بمعنى التفرق لابتغاء الرزق عن ابن عباس } «وَ هُوَ اَلَّذِي أَرْسَلَ اَلرِّيََاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ» مضى الكلام فيه في سورة الأعراف «وَ أَنْزَلْنََا مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً طَهُوراً» أي طاهرا في نفسه و مطهرا لغيره مزيلا للأحداث و النجاسات‌} «لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً» قد مات بالجدب و أراد بالبلدة البلد أو المكان فلذلك قال ميتا بالتذكير و المعنى لنحيي بالمطر بلدة ليس فيها نبت قال ابن عباس لنخرج به النبات و الثمار «وَ نُسْقِيَهُ مِمََّا خَلَقْنََا أَنْعََاماً» أي و لنسقي من ذلك‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست