نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 23
(1) - و السدي و قيل معناه أعطى خلقه كل شيء من النعم في الدنيا مما يأكلون و يشربون و ينتفعون به ثم هداهم إلى طرق معايشهم و إلى أمور دينهم ليتوصلوا بها إلى نعم الآخرة عن الجبائي «قََالَ» فرعون «فَمََا بََالُ اَلْقُرُونِ اَلْأُولىََ» أي فما حال الأمم الماضية فإنها لم تقر بالله و ما تدعو إليه بل عبدت الأوثان و يعني بالقرون الأولى مثل قوم نوح و عاد و ثمود ف} «قََالَ» موسى «عِلْمُهََا عِنْدَ رَبِّي» أي أعمالهم محفوظة عند الله يجازيهم بها و التقدير علم أعمالهم لها عند ربي «فِي كِتََابٍ» يعني اللوح المحفوظ و المعنى أن أعمالهم مكتوبة مثبتة عليهم و قيل المراد بالكتاب ما يكتبه الملائكة و قيل أيضا أن فرعون إنما قال فما بال القرون الأولى حين دعاه موسى إلى الإقرار بالبعث أي فما بالهم لم يبعثوا «لاََ يَضِلُّ رَبِّي» أي لا يذهب عليه شيء و قيل معناه لا يخطئ ربي «وَ لاََ يَنْسىََ» من النسيان عن أبي مسلم أي لا ينسى ما كان من أمرهم بل يجازيهم بأعمالهم و قيل معناه لا يغفل و لا يترك شيئا عن السدي ثم زاد في الأخبار عن الله تعالى فقال} «اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اَلْأَرْضَ مَهْداً» أي فرشا و مهادا أي فراشا «وَ سَلَكَ لَكُمْ فِيهََا سُبُلاً» و السلك إدخال الشيء في الشيء و المعنى أدخل لكم أي لأجلكم في الأرض طرقا تسلكونها و قال ابن عباس سهل لكم فيها طرقا «وَ أَنْزَلَ مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً» يعني المطر و تم الإخبار عن موسى ثم أخبر الله سبحانه عن نفسه فقال موصولا بما قبله من الكلام «فَأَخْرَجْنََا بِهِ» أي بذلك الماء «أَزْوََاجاً» أي أصنافا «مِنْ نَبََاتٍ شَتََّى» أي مختلفة الألوان أحمر و أبيض و أخضر و أصفر و كل لون منها زوج و قيل مختلفة الألوان و الطعوم و المنافعفمنها ما يصلح لطعام الإنسان و منها ما يصلح للتفكه و منها ما يصلح لغير الإنسان من أصناف الحيوان} «كُلُوا» أي مما أخرجنا لكم بالمطر من النبات و الثمار «وَ اِرْعَوْا أَنْعََامَكُمْ» أي و أسيموا مواشيكم فيما أنبتناه بالمطر و اللفظ للأمر و المراد الإباحة و التذكير بالنعمة «إِنَّ فِي ذََلِكَ» أي فيما ذكر «لَآيََاتٍ» أي دلالات «لِأُولِي اَلنُّهىََ» أي لذوي العقول الذين ينتهون عما حرم الله عليهم عن الضحاك و قيل لذوي الورع عن قتادة و قيل لذوي التقى عن ابن عباس } «مِنْهََا خَلَقْنََاكُمْ» أي من الأرض خلقنا أباكم آدم (ع) «وَ فِيهََا نُعِيدُكُمْ» أي و في الأرض نعيدكم إذا أمتناكم «وَ مِنْهََا نُخْرِجُكُمْ تََارَةً أُخْرىََ» أي دفعة أخرى إذا حشرناكم} «وَ لَقَدْ أَرَيْنََاهُ» يعني فرعون «آيََاتِنََا كُلَّهََا» يعني الآيات التسع أي معجزاتنا الدالة على نبوة موسى «فَكَذَّبَ» بجميع ذلك «وَ أَبىََ» أن يؤمن به و قيل معناه فجحد الدليل و أبى القبول و لم يرد سبحانه بذلك جميع آياته التي يقدر عليها و لا كل آية خلقها و إنما أراد كل الآيات التي أعطاها موسى .
النظم
و وجه اتصال قوله فَمََا بََالُ اَلْقُرُونِ اَلْأُولىََ بما قبله من الدعاء إلى
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 23