نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 186
(1) - يفعل الملوك في الدنيا و قيل معناه و لمنع بعضهم بعضا عن مراده و هو مثل قوله لَوْ كََانَ فِيهِمََا آلِهَةٌ إِلاَّ اَللََّهُ لَفَسَدَتََا و في هذا دلالة عجيبة في التوحيد و هو أن كل واحد من الآلهة من حيث يكون إلها يكون قادرا لذاته فيؤدي إلى أن يكون قادرا على كل ما يقدر عليه غيره من الآلهة فيكون غالبا و مغلوبا من حيث إنه قادر لذاتهو أيضا فإن من ضرورة كل قادرين صحة التمانع بينهما فلو صح وجود إلهين صح التمانع بينهما من حيث أنهما قادران و امتنع التمانع بينهما من حيث أنهما قادران للذات و هذا محال و في هذا دلالة على إعجاز القرآن لأنه لا يوجد في كلام العرب كلمة وجيزة تضمنت ما تضمنته هذه فإنها قد تضمنت دليلين باهرين على وحدانية الله و كمال قدرته ثم نزه نفسه عما وصفوه به فقال «سُبْحََانَ اَللََّهِ عَمََّا يَصِفُونَ» أي عما يصفه به المشركون من اتخاذه الولد و الشريك} «عََالِمِ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهََادَةِ» أي يعلم ما غاب و ما حضر فلا يخفى عليه شيء «فَتَعََالىََ الله عَمََّا يُشْرِكُونَ» و المعنى أنه عالم بما كان و بما سيكون و بما لم يكن أن لو كان كيف يكون و من كان بهذه الصفة لا يكون له شريك لأنه الأعلى من كل شيء في صفته ثم قال لنبيه ص} «قُلْ» يا محمد «رَبِّ إِمََّا تُرِيَنِّي مََا يُوعَدُونَ» أي إن أريتني ما يوعدون من العذاب و النقمة يعني القتل يوم بدر } «رَبِّ فَلاََ تَجْعَلْنِي فِي اَلْقَوْمِ اَلظََّالِمِينَ» أي مع القوم الظالمين و المعنى فأخرجني من بينهم عند ما تريد إحلال العذاب بهم لئلا يصيبني ما يصيبهم و في هذا دلالة على جواز أن يدعو الإنسان بما يعلم أن الله يفعله لا محالة لأن من المعلوم أن الله تعالى لا يعذب أنبياءه مع المعذبين و يكون الفائدة في ذلك إظهار الرغبة إلى الله} «وَ إِنََّا عَلىََ أَنْ نُرِيَكَ مََا نَعِدُهُمْ لَقََادِرُونَ» هذا ابتداء كلام من الله تعالى معناه إنا لا نعاجلهم بالعقوبة مع قدرتنا على ذلك و لكن ننظرهم و نمهلهم لمصلحة توجب ذلكقال الكلبي هذا أمر شهده أصحاب رسول الله ص بعد موته و روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس و جابر بن عبد الله أنهما سمعا رسول الله ص يقول في حجة الوداع و هو بمنى لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض و أيم الله لئن فعلتموها لتعرفني في كتيبة يضاربونكم قال فغمز من خلف منكبه الأيسر فالتفت فقال أ و علي فنزل «قُلْ رَبِّ إِمََّا تُرِيَنِّي» الآيات ثم أمره ص بالصبر إلى أن ينقضي الأجل المضروب للعذاب فقال} «اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ اَلسَّيِّئَةَ» أي ادفع بالإغضاء و الصفح إساءة المسيء عن مجاهد و الحسن و هذا قبل الأمر بالقتال و قيل معناه ادفع باطلهم ببيان الحجج على ألطف الوجوه و أوضحها و أقربها إلى الإجابة و القبول «نَحْنُ أَعْلَمُ بِمََا يَصِفُونَ» أي بما يكذبون و يقولون من الشرك و المعنى إنا نجازيهم بما يستحقونه ثم أمره ص فقال} «قُلْ» يا محمد «رَبِّ أَعُوذُ بِكَ» أي أعتصم بك «مِنْ هَمَزََاتِ اَلشَّيََاطِينِ» أي من
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 186