responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 181

(1) -

المعنى‌

ثم قال سبحانه «أَمْ تَسْأَلُهُمْ» يا محمد على ما جئتهم به من القرآن و الإيمان «خَرْجاً» أي أجرا و مالا يعطونك فيورث ذلك تهمة في حالك أو يثقل عليهم قبول قولك لأجله «فَخَرََاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ» أي فرزق ربك في الدنيا خير منه عن الكلبي و قيل فأجر ربك في الآخرة خير منه عن الحسن «وَ هُوَ خَيْرُ اَلرََّازِقِينَ» أي أفضل من أعطى و آجر و في هذا دلالة على أن في العباد من يرزق غيره بإذن الله‌} «وَ إِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى‌ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ» من التوحيد و إخلاص العبادة و العمل بالشريعة} «وَ إِنَّ اَلَّذِينَ لاََ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ» أي لا يصدقون بالنشأة الآخرة «عَنِ اَلصِّرََاطِ لَنََاكِبُونَ» أي عن الدين الحق عادلون و مائلون و قيل معناه أنهم في الآخرة ناكبون عن طريق الجنة يؤخذ بهم يمنة و يسرة إلى النار عن الجبائي «وَ لَوْ رَحِمْنََاهُمْ» في الآخرة «وَ كَشَفْنََا مََا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ» و رددناهم إلى دار التكليف «لَلَجُّوا فِي طُغْيََانِهِمْ يَعْمَهُونَ» مثل قوله‌ وَ لَوْ رُدُّوا لَعََادُوا عن الجبائي و أبي مسلم و قيل أنه في الدنيا أي و لو أنا رحمناهم و كشفنا ما بهم من جوع و نحوه لتمادوا في ضلالتهم و غوايتهم يترددون عن ابن جريج } «وَ لَقَدْ أَخَذْنََاهُمْ بِالْعَذََابِ» معناه إنا قد أخذنا هؤلاء الكفار بالجدب و ضيق الرزق و القتل بالسيف «فَمَا اِسْتَكََانُوا لِرَبِّهِمْ» أي ما تواضعوا و لا انقادوا «وَ مََا يَتَضَرَّعُونَ» أي و ما يرغبون إلى الله في الدعاء و قال أبو عبد الله (ع ) الاستكانة الدعاء و التضرع رفع اليد في الصلاة «حَتََّى إِذََا فَتَحْنََا عَلَيْهِمْ بََاباً ذََا عَذََابٍ شَدِيدٍ» أي هذا دأبهم حتى إذا فتحنا عليهم نوعا آخر من العذاب و ذاك حين‌ دعا النبي ص عليهم فقال اللهم سنين كسني يوسف

فجاعوا حتى أكلوا العلهز و هو الوبر بالدم عن مجاهد و قيل هو القتل يوم بدر عن ابن عباس و قيل فتحنا عليهم بابا من عذاب جهنم في الآخرة عن الجبائي و قيل ذلك حين فتح مكة و قال أبو جعفر (ع) هو في الرجعة «إِذََا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ» أي آيسون من كل خير متحيرون‌ثم بين سبحانه أنه المنعم على خلقه بأنواع النعم فقال‌} «وَ هُوَ اَلَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ اَلسَّمْعَ وَ اَلْأَبْصََارَ وَ اَلْأَفْئِدَةَ» أي خلق هذه الحواس ابتداء لا من شي‌ء و خص هذه الثلاثة لأن الدلائل مبنية عليها ينظر العاقل و يسمع و يتفكر فيعلم «قَلِيلاً مََا تَشْكُرُونَ» أي يقل شكركم لها و «قَلِيلاً» منصوب على المصدر و تقديره تشكرون قليلا لهذه النعم التي أنعم الله بها عليكم و قيل معناه إنكم لا تشكرون رب هذه النعم فتوحدونه عن مقاتل } «وَ هُوَ اَلَّذِي ذَرَأَكُمْ» أي خلقكم و أوجدكم «فِي اَلْأَرْضِ وَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ» يوم القيامة فيجازيكم على أعمالكم‌} «وَ هُوَ اَلَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ» أي يحييكم في أرحام أمهاتكم و يميتكم عند انقضاء آجالكم «وَ لَهُ اِخْتِلاََفُ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهََارِ» أي و له تدبيرها بالزيادة و النقصان و قيل و له ملك اختلافهما و هو ذهاب أحدهما و مجي‌ء الآخر «أَ فَلاََ تَعْقِلُونَ» أي أ فلا تعلمون بأن تفكروا فتعلموا أن لذلك صانعا قادرا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست